الثلاثاء، 19 مايو 2020

رسالة الى جلاد ضحايا النظامين




رسالة الى جلاد ضحايا النظامين

الآن بعد أن ذهبت  بدون رجوع ،
 أحتاجك يا جلادي
لأرصف ذاكرتي
أكثر من أي وقت مضى
للترجل عن  صوتي اليائس
و صهوة الجسد البائس
من طعناتك الغادرة
لقد أزعجت وزرتي ،
و نغصت الحياة على
أطفال يلعبون في سبورتي
أخذتني مثل السلحفات الى السماء ،
وما  كان هناك ثريد في السماء
كنت بطل رسومك المتحركة
بينما كنت تدعي أننا  شركاء
كنت الوحيد في المحرقة .

الآن بما أنك لست في حياتي ،
بعد أن شطبت على حياتي
بجرة قلم حملته يد حاقدة
امتلأت سمائي بالحجارة المرصوفة بالحصى الاسود ،
واختفت غاراتك الثعبانية
مخلفة  الرماد في السماء
ولا أعرف بعد و لست متيقن
هل  سأرتاح حينما أتذكر أنك
 لن  تطل علي برأس أفعى
في حياتي / مماتي  الجديدة ؟
بالنسبة لي لم يعد هناك عذابات   أكثر من تلك التي 
كنتم سببا فيها
إنها عذابات حياة بكاملها .
الآن بعد أن تخلصت منكم و تقاعدت  
تصبح آلام الخفقان 
بائسة كل صباح على صدري العجوز
لم يعد هناك أي ألحان و لا الوان ،
التي حلم بها الجندي المجهول
ولكن فقط تلك التي
تتلى علي  بشكل مؤلم
لماذا لست
بجانب الحياة التي أستحقها ؟
أبحث عنك يا جلادي  طول  الليل ،
و في ليالي الأرق الطويلة
وبقدر ما أنظر إلى العدل ،
و أعض على هذا العجز
لا أستطيع أن أجدك .
السماء في آخر الحياة  رمادية للغاية ،
و أنت جعلت سمائي يأس مطبق .
النضالات  لم تعد نضالات
فقط أصوات بائسة مشروخة
لمكعبات تئن تحت تمثال التعليم اليائس
الآن بعد أن ذهبت في رحلتي الأخيرة  ،
لا أعرف إلى أين أبحث  لأجد ما ضاع مني
لكنني أجد فقط من بين هذا الفراغ
قصة حزينة لمطرود من المجتمع
أحلك ذكريات معلم الثمانينات .

19-5- 2020 

...

المصلى
كل حبة تراب  من ارضك
جبل كبير
و مسام  في الجلد
تنفست منها أجيال
كل ذرة من تراب على الأرض
في هذه القرية الصغيرة
إنها رسالة روحية
من أسلافي
كل زهرة برية تزهر في هذا
السهوب و الوديان
إنها علامة أمل
لأبنائك .