الخميس، 17 ديسمبر 2020

طيور النغاف

 


انظر يا  صاح إلى طيور النغاف

تحوم فوق وادي " زا "

تطير عبر لاقط الهواء 

بأجنحتها البيضاء

منفتحة على الريح

تبدو مثل المذنبات 

تبدو مثل المناديل 

مثل ملاءات بيضاء

 تمر عبر السماء.



الثلاثاء، 19 مايو 2020

رسالة الى جلاد ضحايا النظامين




رسالة الى جلاد ضحايا النظامين

الآن بعد أن ذهبت  بدون رجوع ،
 أحتاجك يا جلادي
لأرصف ذاكرتي
أكثر من أي وقت مضى
للترجل عن  صوتي اليائس
و صهوة الجسد البائس
من طعناتك الغادرة
لقد أزعجت وزرتي ،
و نغصت الحياة على
أطفال يلعبون في سبورتي
أخذتني مثل السلحفات الى السماء ،
وما  كان هناك ثريد في السماء
كنت بطل رسومك المتحركة
بينما كنت تدعي أننا  شركاء
كنت الوحيد في المحرقة .

الآن بما أنك لست في حياتي ،
بعد أن شطبت على حياتي
بجرة قلم حملته يد حاقدة
امتلأت سمائي بالحجارة المرصوفة بالحصى الاسود ،
واختفت غاراتك الثعبانية
مخلفة  الرماد في السماء
ولا أعرف بعد و لست متيقن
هل  سأرتاح حينما أتذكر أنك
 لن  تطل علي برأس أفعى
في حياتي / مماتي  الجديدة ؟
بالنسبة لي لم يعد هناك عذابات   أكثر من تلك التي 
كنتم سببا فيها
إنها عذابات حياة بكاملها .
الآن بعد أن تخلصت منكم و تقاعدت  
تصبح آلام الخفقان 
بائسة كل صباح على صدري العجوز
لم يعد هناك أي ألحان و لا الوان ،
التي حلم بها الجندي المجهول
ولكن فقط تلك التي
تتلى علي  بشكل مؤلم
لماذا لست
بجانب الحياة التي أستحقها ؟
أبحث عنك يا جلادي  طول  الليل ،
و في ليالي الأرق الطويلة
وبقدر ما أنظر إلى العدل ،
و أعض على هذا العجز
لا أستطيع أن أجدك .
السماء في آخر الحياة  رمادية للغاية ،
و أنت جعلت سمائي يأس مطبق .
النضالات  لم تعد نضالات
فقط أصوات بائسة مشروخة
لمكعبات تئن تحت تمثال التعليم اليائس
الآن بعد أن ذهبت في رحلتي الأخيرة  ،
لا أعرف إلى أين أبحث  لأجد ما ضاع مني
لكنني أجد فقط من بين هذا الفراغ
قصة حزينة لمطرود من المجتمع
أحلك ذكريات معلم الثمانينات .

19-5- 2020 

...

المصلى
كل حبة تراب  من ارضك
جبل كبير
و مسام  في الجلد
تنفست منها أجيال
كل ذرة من تراب على الأرض
في هذه القرية الصغيرة
إنها رسالة روحية
من أسلافي
كل زهرة برية تزهر في هذا
السهوب و الوديان
إنها علامة أمل
لأبنائك .


الخميس، 30 أبريل 2020

عودة كافكا

Le Procès, de Franz Kafka : résumé

عودة كافكا
تقف كتيبة من الحراس تحرس أمام باب الوزارة . معلم من ضحايا النظامين  أتى من فرعية بعيدة و يطلب من الكتيبة الاذن  لولوج الوزارة  .و لكن الحراس يفهمونه أنه من غير الممكن أن يدخل إلى الوزارة في هذا الوقت .و لكن إن انتظر سيدخلون إلى الوزارة نيابة عنه .فكر المعلم المسكين وقال لهم إن كان بإمكانه الولوج  في تاريخ لاحق ؟ أجابه الحراس " أن هذا ممكن ،لكن ليس الآن " . يختفي الحراس من أمام الباب المفتوح دائما ، و يميل الرجل محاولا استراق نظرة إلى الداخل . ينظر الحارس و يضحك : إن أردت  ،حاول الدخول من إذني ودعمي  و سترى كم أنا قوي .و أنا فقط أصغر الحراس . ستجد المزيد و المزيد من الحواجز الصعبة عند كل مدخل مكتب .و ابتداءا من المكتب الثالث .هناك مكاتب لا أتحمل أنا الوجود فيها .
الحارس مد له مقعدا خشبيا  باهتا و أجلسه قرب الباب . و بقي جالسا أياما و شهورا و سنوات ...كان الحراس يجرون معه ما يشبه التحقيق .فيسألونه عن فرعيته البعيدة التي لا يعرفون مكانها في الخريطة ، و عن انتمائه و عن مواضيع كثيرة . و لكن هذه ليست إلا أسئلة لامبالية كما يطرحها كبار المسؤولين  . و دائما تنتهي الأسئلة بتلك الجملة المحيرة للمعلم الضئيل " لا يمكننا أن نسمح لك بالدخول" . المعلم المسكين الذي وفر مستلزمات و وضع ترتيبات باقتناء البطاقة النقابية و الحزبية و حمل معه من أشياء محلية من قريته المفقودة بين الصحاري و التي لم تدل عليها إشارات المرور ، أشياء من المفروض تسمح له برشوة الحارس .و بالطبع كان الحارس يأخذ منه كل ما يمده له و يقول له " أنا أقبل منك هاته الأشياء حتى لا تظن أنك أهملت شيئا لم تفعله "
خلال سنوات الانتظار الطويلة لم يكف عن مراقبة الحارس حتى نسي الحراس الآخرين .و بدا له أن هذا الحارس الأول هو الذي يقف حائلا أمام الولوج إلى الإدارة . و كان يلعن سوء الحظ و الصدفة في السنوات الأولى .في وقت لاحق عندما بدأ يكبر ،أخذ يتذمر فقط ، و لم ينسى أبدا السنوات الطويلة التي درسها و عاد إلى الطفولة .
و بينما كان يدرس خلال هذه السنوات الطويلة شخصية الحارس ، تعرف حتى على البراغيث في ياقة قميصه ، و كان يصلي لكي تساعده البراغيث في ثني الحارس و تركه يلج . أخيرا بدأ بصره يضعف  و لم يعد قادرا على تمييز الضوء من الظلام ، حتى و الظلام حينما كان  يزحف إليه كان يظن أن عينه تخدعه فقط . لكنه الآن يلاحظ في الظل سطوع ضوء يضيء بشكل دائم  عبر أبواب المدخل  . و لكن لم يتبقى  لديه الآن وقت للعيش .
قبل وفاته ، جاءت كل ذكرياته تضغط في دماغه لفرض سؤال عليه ن لم يوجهه بعد إلى الحارس. و لم يتمكن من تصويب جسده المتصلب ، فاستعطف  الحارس القدوم ، فاضطر  الحارس الى الاتكاء عليه بيديه ، لأن الفرق في أحجامهم تغير بشكل كبير " ما زلت تريد أن تعرف ؟ يسأله . أنت  نهم لا تشبع .
قال المعلم الشبح  " إذا كان الكل يريد أن يلج هذا الباب   كيف يعقل أنه منذ زمن طويل لم يطلب أحد الولوج غيري ؟
رأى الحارس أن المعلم المسكين في نهايته " و لكي يصل إلى طبلة أذنه الميتة  " لا  أحد غيرك له الحق في الولوج من هذا الباب ،لان هذا المدخل صنع من أجلك . الآن أنا ذاهب و سأسد الباب .
Kafka : un Procès pas comme les autres - PluMe d'EscaMpettePluMe d ...

الثلاثاء، 28 أبريل 2020

و هل ستاتي الشمس بعد الموت ؟

و هل ستاتي الشمس بعد الموت ؟


أغني دموعي للريح
حتما ستجرفني
هناك رعب في فصلي
خمسة و ثلاثون عاما
من الخوف من ظلي
ماتت جروحي
لماذا يبطأ الوقت ؟
و هل ستاتي الشمس بعد الموت ؟


الاثنين، 27 أبريل 2020

ساقية لمصلى

في ذكرى الزمن الجميل في " المصلى  "

    L’image contient peut-être : ciel, plein air et nature
    على هذه الأرض ما يستحق الحياة .
ساقية لمصلى

يجري الماء نشوانا في الساقية الآمرة 
رأوه في  " بورواض " 
بعد عناق  ودع الواد
و مشي الهوينى  يحمل حلم الأجداد .

و تسأله عيون طفلة صغيرة حائرة
أتيت تجري  من " رأس الواد " ؟
أنا ؟ أنا يا بنيتي 
أنقل لك رسالة الثلج
في صرخة الشتاء الباردة
و جبال  " الكعدة " الماطرة .

و يمر ب " بحيرة الجامع "
ذات الأشجار الناضرة
فتسأله اللوزة الحزينة
لماذا تتركنا يا صاح
و قد جمعنا  من القرابة و الآصرة ؟

و تسأل رمانة قانية
إلى أين أنت ذاهب أيها الصفاء
أما يكفينا أيام الربيع السائرة ؟
ذاهب إلى حيت يجب أن أذهب
لأصلح ما أفسده الجهل
و دورات الهاجرة .

و سريعا يغادر تين "جنان العلواني "
ليقتحم منزل  "عمي بلحاج "
و يلقي التحية على  أطلال روما الضامرة  ،
و تضيع تحيته في غمرة
أصوات الزمن  الهادرة
و توقفه النساء و تحلو المجالسة
حول الغسيل و الأسرار و الأغاني
و يودعهم و يمر و لا يتبرم
من وسخ الثياب و القمامة العابرة .
يلقي التحية بلا شك على مجلس "الزاوية "
و لا شك سيتحسر كثيرا
على " سيف بن ذي يزن " و" السيد علي "
والأيام الخوالي الغابرة .

و حينما يصل الى الرمانة الحامضة
يتوقف العصفور عن إنشاده
تحية لمن فارق الخيام العامرة 
و اختار ممر الابطال
ليعطي حياة جديدة
لساكنة الأرض الخائرة .

سيمر من  "الحرشة " الفاترة
تحت شمس غشت الحارقة
حيث يتحد الفراغ
و مجالس الورق  العامرة
يتوقف قليلا في "الماجن "
لتسبح فيه أجساد  بضة
تحتمي من الهاجرة .

سرعان ما يعاود الرحيل
و يدخل ملكوت " مزوغ "
فيتنفس الجميع الصعداء
و يستقل الكل قطار  الحياة 
حتى النباتات الهامشية العاقرة .


و فقط في الآونة الاخيرة
جاء التبأ الحزين
مع بريد الشمس
أصبحت الساقية تمشي خائرة
في أخر أيامها
رأوها في يوم تندب لحظاتها العاثرة
سآلوها أين أولادك ؟
أجابت تفرقوا في المدن المسافرة
ربما سيرجعون يوما
و لن يجدوا قريتهم الضامرة .


الثلاثاء، 28 أبريل 2020

هوامش : المصلى دوار في دبدو 
           " بورواض "- " رأس الواد " -" الكعدة " -"جنان العلواني " - "عمي بلحاج " - "الحرشة "....ألخ . أماكن توجد في دبدو .

الأحد، 8 مارس 2020

معلم مدرج في قوائم الموت

لقد كان على الوزارة و النقابة وضع أشخاص على قاعدة التمثال ..و لم يجدوا إلا معلمي السبعينات و الثمانينات و رغم أنهم ساهموا في بناء حاضر المغرب أكثر من أي مهنة أخرى، الا أنهم أبوا ان يكرموهم تحت التراب ...الى زملائي ضحايا النظامين .
معلم مدرج في قوائم الموت
هي رحلة للصمت
و الأكيد ربما ستكون الأخيرة
قبل أن نهبط من هذا القطار
في محطة موحشة خالية
و تتوقف عقارب الوقت .
هكذا أصبحت تحتل السكون
ثم لا تحس بخطواتك و تمشي منسدل الجفون
و لا تدري ما تشكل فيك
من نهايات تدكك إلى حد الموت .
أرقام خشنة تفتق جلدك :
ازميل و مطرقة ينحتان تمثالا
من هيكل عظمي لمعلم
صنع لهذا الحاضر المعجزات .
ضباع الغابة تحاصرك
غير عابئة بما تبقى لك فوق الارض من لحظات
لا ترحم لا برعما ...و لا كلمات
و لا هذا الهيكل الطبشوري المحنط
بلا حركة و لا أصوات .
ثعابين الظلام التي آويتها في دفاترك
حفرت غيران تحت قسمك .
( تقاسمت معها الكسرة و الفراش
هي التي تحيلك الآن على المعاش)
يا معلمي ..كل ما أمامي يحتضر
ما عاد الصمت ينتظر
هو أيضا يزحف رويدا رويدا لحدود الكلمات
و سيرغي و سيزبد مثل عاصفة
و يكسر كل الأبواق و كل الصفارات
هذا الصمت يهب ريحا
لينفخ في الهيكل العظمي الذكريات
و يبحث عن مفقودين
ما شملتهم خانات الكلمات المتقاطعات
تخلت عنهم قطارات التعليم المهترئة
و سكته الحديدية المجعدة
و إشاراته الغريبة .
في كل مرة تبتسم فيها المطارق
و تنصب في الفصول المشانق
تفزع المزيد من الطيور هاربة
من رصاص المجانق :
و يقفز فوق أعناقنا من
يدافعون عن الصمت
و يؤيدون الرجوع إلى البيت .
و يختبئون وراء النوافذ المكسورة
أشعر بغصة حادة في حلقي
حينما أعيد عقارب ساعة رملية إلى الوراء :
نفس الصورة الحزينة تتكرر
في ساحة باب الرواح
بعد حفلة الصراخ و النواح
الجميع سيرتدي نفس الصمت
و تسكت النقابات عن الكلام المباح.
يتحدثون عن دورة
تستنزف ما تبقي للهيكل العظمي من ركض
و حاجز رهيب و مخيف
يشير إلى ما لا نهاية ..
نهاية المسار للسكة المتهرئة .
ارفع يأسي تجاه حطام الوقفة الاحتجاجية
أجلس منتظرا فوق المقعد الممزق
أمام وزارة التربية الوطنية
كل الأحلام ألغيت بجرة قلم
في آخر محطات قطار الألم
و حرقت آخر ما تبقى من فحم ذاكرتي
الآن أحتاج هذا الصمت
أحتاجه ليسافر في دمي
لأنني في عداد المقودين
مدرج منذ زمن بعيد
في قوائم الموت .
شتاء 2016