الخميس، 2 فبراير 2023

اعترافات حنجرة مهزومة

الى زملائي ضحايا النظامين الرجال الذي لا عنى عنهم   :

حسنًا ، نعم ، أعترف بذلك ،

اتضح أنهم كانوا على حق.

في النهاية كانوا على حق تمامًا.

و هم من سمونا ضحايا النظامين .


بالتأكيد لم أقترب من كتابة

قصيدة واحدة بربع  جودة

معلم هرم يصيح في " باب الرواح" . 

لم يلهمني جنوني الجميل

أو أحلك أحلامي وأكثرها تعقيدًا

أو طرق أبواب ماركيز ليبيعني صفحة من

مائة سنة من العزلة

لاكتب عن لغة نضالية رديئة

مجرد شبه جملة .

لم يلهمني

عشقي الادبي   الحزين ، الموقع بآلاف

الساعات من فوق  الحصيرة

 لم يجعل مني أن اكون

و لو شاهدا ثانويا  في محاكمة كافكا .


الذي كان ومتناقضًا و  مثيرًا للجدل

مثل حصان لاحم  ،

 لقد كان معلما  قبل أن يصير نقابيا

كان كلبا لا يتوقف عن النباح بيننا

(و نكاية فيه أو فينا )

 قدمناه للترشيحات النقابية   

فصوب فأسه الى مكعبات هرمة تحمل

تمثال التعليم المنهار .

نعم ، صحيح ، لم أتمكن من العيش بكرامة  ،

على الرغم من أنه كان من دواعي سرور معلم هرم

أن يحصل على اعتراف

اعتراف كرجل لا غنى عنه .

أنا الذي مزج وهرب عدن من الجحيم

بين ناطحات سحاب من الأخطاء والانهيارات النضالية ،

بين الفلسفات الصريحة والملابس الداخلية  النقابية عديمة الحياء

والموت من النسيان الوزاري  والآفاق  النقابية الوقحة ؛

أنني حصلت على مخزون من الأقفاص وعقود مستقبلية لاتُحتمل 

قد  قصفت  بمدفعية خيبة الأمل ...


وهذه ليست أشياء جديدة

من كان ينبح قربنا قد رحل

سمح له إدمانه للحوم و الحلويات

 وروائح  علب  الليلية الزائفة

 بكسب دريهمات

في تجارة المديرية  المربحة ،

كما أن عمله في تجديد الفروع النقابية

وطد   علاقته الكحولية

مع عضو المجلس الوطني

 و مع مدير فرع البنك .

جلبت أصفار  من حسابه المصرفي

إلى تلك الخاصة بحساب صاحبة الخمارة.

طبعا ، لا أصدقاء له

فقط غرباء ذو شعور مستعارة

 ونظرات مشبوهة موحية

لم أستطع   قط أن أحل مشكلة

 كسرة من الجوع في قسمي

و لم أستعمل فوق الوجوه " كريمات " الكفايات .

لم تجعلني خلفيتي التربوية  الجيدة مقدسا ،

ولم تجعلني حسناتي  مستحق لمفتش الشيطان ،

ولا قذفاتي الطائرة للواقعية السحرية .

لقد كنت مهزوما بآلاف الأهداف


ومن الواضح أنني لم أفز أبدًا بأي امتحان مهني

أو أن مواهبي التربوية  ابتكرت شيئًا مشابهًا

" لـتأمل " باولو فريري   أمام  "غيرنيكا" بيكاسو ،

أو وقفة نيرون فوق روما تحترق

ولا ، بالطبع ، أوصلني الى بواب في باب الرواح

المعقل الرهيب للوزارة و النقابة

 فقط اوصلني الى فرعيتي المنسية  ،

و الى  بعض المجالس الحزينة في مدينتي .


يا زعيم الصفوف النقابية الحالمة

أين أخطأت أمام سعادة العداد !؟

و كيف توقفت المحابر لتكتب اسمي

و جف المداد ...؟؟؟

 

الحقيقة الصادقة هي أنني اضطررت إلى قبول

بعض أنصاف الاعترافات الحزينة على هامش  منتديات نقابية في مدينتي  ،

و من وزير اسمه كالوفاء .

اللعنة المخيفة على المنصة التي تبولوا علي منها

بينما أمر التحالف الوزاري النقابي  باغتيالي

أكثر رؤساء عشيرة السياسيين  قسوة وقبحًا ،

بقيادة عصابة من العقول المضحكة ،

يتقدمهم  رجل أعمى مذهل يداعب  مسبحة  صينية

قدمها للجمهور  بعيون لا تُنسى

تقريبًا  و كانه من كوكب آخر

- قهقه  مع كلماته -

وسط حلبة مصارعة الديكة.

 

كما أنني امتلكت أفضل قصر صغير

مع مطبخ أمريكي في زاوية القسم  ،

و تلقيت زيارات كثيرة  من الثعابين و العناكب

تلقيت أكثر من خدمة  من الجوع و الحرمان   ،

و أغرقتني الصحف و الالسنة الخائنة

و السياسيون المتعصبون في وحل السخرية .


لكن الأهم من ذلك كله ،

أنني أحببت

الكثير من الأشخاص الرائعين ،

مثل شروق الشمس

على بطاقة بريدية على شاطئ منكوب عين الشعير.


... وحتى بعض الخرخرة المناسبة أو اللعق

- وهي إشارة نقابية -

عندما كان التعليم  يتسرب ، فجرت

مرآتي السحرية القديمة

والمؤمنة في عرفي  التربوي  ،

دون سابق إنذار ، عشرات الشظايا 

 

 على الهامش : باب الرواح 2014 في وقفة لضحايا النظامين ...