بورتريه باحرف كبيرة
أنا جزء من العديد من الناس
العابرين في الفترات المسائية
الذين يمرون غير مرئيين
في كل قصة لي الحظ أن أبقى ثانية
لم اكن أشعبا على موائد ابي العتاهية
أذوب في النسيان حتى لا أنهك نفسي
و لست في عجلة من امري
انا عالم من الأحاسيس الأثرية
في نفس العقل و في نفس الجسد
و في كثير من الاحيان اتساءل من انا ؟
امشي بلا هدف وسط الحشد
بلا ملامح فقط بيانات رقمية
اريد ان اجد نفسي قبل ان يهمد الصوت
قبل أن يأتي الموت
أنا قطرة من مطردبدو، ورطوبة من عيون تافرانت ، وموسيقى أوبرالية من صيف تافراطة ، و نغمة بيانو رياح الكعدة.
و حرف علة لناي البلدة الحزينة .
أنا قوي وأنا هش. أنا القطن وأنا السوط.
انا من يضطر الى العودة الى الوراء
و يعود من بعيد الى الاجواء
أنا معقد بالنسبة للأحمق الجاهل
وبسيط بالنسبة لأصحاب الذكاء .
أنا لحظة مودة، انبهار أمام خلق الله .
انا راعي و فلاح في الطفولة
انا طائر ازرق
لدي أديم الأرض و زرقة السماء
لا يحب صفوف القوافل
أنا الذي لم تطأ ظهري حوافر الفصائل
أنا الجراح في غرفة عمليات التعليم
و أنا البكتيريا في مجهرالوزارة
و انا الحارس الاخير لفصل مهجور
أنا المتعطش للألوان.. للزهور.. لغناء الطيور
لي شغف الحياة مع الاغاني المبهجة
و ساحر الظلمات الى محراب النور
و انا الوحيد الذي يقتسم ذكائه مع الاخرين في حبور
أنا معلم اطفال
أنا مشاء المسافات اللانهائية
أنا الذي ما ابتكر شيئا جديدا
فقد اعطيت صوتا لمن نسيناهم خلفنا
أنا طريق ترابي ، أحيانا زهرة هامشية
وأحيانا حجر وأحيانا واد
وأحيانا عشب الى مدرسة نائية .
أنا الماشي الذي يتعثر.
أنا عقرب تحت الحجر
لا أريد أن أكون عصفورًا جريحًا مرة أخرى.
أنا الذي لا ذاكرة له وأنا الذي لا ينسى.
أنا الذي يدفع بالنور ويكنس الظلام
أنا الذي لا يريد المشاكل
و لا يدخل الى ذاكرته التماثيل
والذي لديه حساسية مع الصفاء الابله
الذي غضب كثيرا والذي فقد أعصابه
أنا عاشق ممتن للقدرمثلما
اعشق الخبز و الشاي و السهر
أنا رفيق من يكسب مودتي
أنا الذي يتأمل روعة الله في الطبيعة والبشر
انا الذي ينتظر الخبز مع المطر
أنا شخص غير معتاد على الفوز
و رغم ذلك لدي فخر و ابتسامة باردة
أنا حار، أنا بارد. أنا المأوى والكلمات.
انا من يحتاج إلى الفهم من الاحزاب و النقابات
ومن اصبح لا يقبل النصيحة
بعد ان عثرت على بقاياي في كل الجهات
أنا قليل من الكثير.. كثير من القليل
أنا الصفحة الاخيرة في الفصل الأخير من الكتاب
أنا الواقع المريض بالحزن الذي تعلم أن يعالج نفسه بالشعر.
انا الذي تخطى مائة الف مبارة في الشطرنج
في معبد الصمت والظل حيث أعلق الكبرياء
أنا الذي اقتفى خطوات ماركيز و نيرودا
أنا الذي اكتشفت فجأة انني حاربت في صف معاوية
و شنقتني الأحبار في الثورة الروسية
انا الذي استفاق على مسرحية الثورة الفرنسية
انا الذي مزقته و شردته الحركات الباطنية
انا الذي لا يفرق بين الراسمالية و الاشتراكية
لأنهم في التنكيل بشعوبنا سواسية
أنا الذي لا أستطيع أن أعطيك شيئاً ولا أستطيع الاستغناء عنك.
أنا الذي أعيش على الأرض وقلبي في السحاب
الذي يبكي إذا ضحك والذي يصمت إذا نظر
أنا القمرالحزين الذي خمد نوره
انا هناك في نشيج الريح و صمت الروح
المتعب و المنهك من العصور البائدة
الذي ينتظر السحاب و الاعراس العائدة
انا الذي يشكر الله على وجود الاكل فوق المائدة
أنا الرجل الذي يصلح في كل شيء ولا يصلح في شيء.
هل أنت مرهق وجاهز لتوديع كل شيء ؟
أنا الذي أصنع في رأسك مكانا لتحبه
وأنا الذي توقع الحب في كل شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق