الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

تعالى يا زميلي الضحية

نعرف يا زميلي أننا في هذا الوقت العصيب من حياتنا المهنية مطاردون ،و نحن نجري ما محاولين اتقاء السياط التي سلطت علينا ،و الضربات تنزل علينا من كل جانب و لا تخطئ أي  طرف من جسدنا المتهالك .
أعرف أننا مخنوقون بقرارات  أفران الغاز ..و يصعب علينا التنفس فما بالك  فما بالك بالتكلم و الرفع صوتنا جهارا في وجه الرعب و الظلم .
أعرف أننا محتقرين لذاتنا  التربوية و التعليمية و طبيعي أن نشعر بهذه الحقارة و بألاف السنوات الضوئيية  من العزلة .و أن الذين يدعون أنهم يسهرون على مصالحنا يبصقون في وجوهنا بعد أن وهن العظم و دخلنا في سباق الامتار الاخيرة لموت معلن عنه سابقا من طرف الحكومات المتعاقبة .
أعرف يا زميلي أننا متهمون بهزالة المردودية و لهاذا تناسونا من الترقية و العدالة الاجرية ...و هذا غير صحيح ،اعلم يا زميلي و باعترافهم أنك أيقونة التعليم في هذا الوطن ،و أنك من جيل السبعينات و  الثمانين  أكفأ جيل في التعليم بعد الاستقلال .و أنك أعطييت ما لم يعطيه اللاحقون ,,,و كنت الكتيبة التي انتشرت بشكل موسع في أرجاء الوطن  و في ظروف السبعينات و التمانينات ،حيث لا مواصلات و لا كهرباء و لا ماء و لا غاز ..و أنك تفانيت في عملك متعايشا مع الحرمان من مباهج الحياة ،و الجوع و البرد و الظلمة الحالكة ...
ضحايا سنوات الرصاص ،ضحايا الاعتقالات العشوائية ...أنصفوا و اعترف لهم من طرف الجولة ،و جبر لهم الضرر ..هؤلاء الذين أرادوا التغيير و حملوا السلاح و ركبوا موجات النضال و اصطدموا مع النظام و لم يغيروا شيئا  ...أما أنت فغيرت اشياءا كثيرة لا أحد التفت اليها و لا أحد قدرها حق تقديرها و سلاحك الوحيد كان الطباشير و لم تصطدم الا مع الظلام و لم تلبس بزة عسكرية أو بزة اديلوجية ،فقط وزرة بيضاء .و اكتفيت من بعيد بدور الحكيم و الفيلسوف و المربي و لم تغير العالم على هواك بل اتخذت النور سبيلا لذلك و من الهوامش و الأطراف المترامية البعيدة في هذا الوطن ..هل تدري يا زميلي أن كل من تعلم في البوادي و الصحاري و الجبال خرج من كم وزرتك أيها الساحر و لولاك لاكله النسيان و التهميش ؟و ها أنت اليوم مطارد كساحرات القرون الماضية و يريدون شنقك و حرقك ؟
يا سيدي الفاضل و يا زميلي الاشرف غيرت كل شيئ :انت من مهد للبنيان و التشييد و أنت من كنت عمود الانارة المتنقل الى أقاصي العزلة و أنت من درست الوطنية قبل الاحزاب و المنظمات و انت من أعددت المواطن للسلم و البناء و الحياة و انت من سهرت على تدريب و تكوين هاته الجيوش العاملة في الاقتصاد .و باختصار أنت من سلمت المفاتيح اليهم ليدخلوا هدا الوطن و انت من جعلت من جسدك و روحك جسرا للعبور الى الطرف الاخر .و انت ...و أنت ...و أنت .
كان من الطبييعي و السوي و العادل أن يكونوا كلهم في صفك ،أحزاب و نقابات و مجتمع مدني و جرائد و مواطنون عاديون ...لكن يا زميلي كما ترى فتحن لم نحصل حتى على دعم زملاء يزاولون الى جنبنا و تلاميذ مروا في فصولنا ..الكل يتفرج علينا و على حفلة الجلد و منذ أكثر من ثلاثين سنة .
أكتب لك يا زميلي لاننا أنا و انت بقينا وحدنا في ساحة المعركة ,الحرب عندهم وضعت أوزارها و تفرق الكل الى الغنيمة ،الا نحن فيبدو أنهم نسونا في جبهات القتال ،و لما رجعنا أوصدوا علينا أبواب المدينة .و يجب علينا أن نعتمد على أنفسنا في أرذل العمر و علينا وحدنا أن نختار ميتتنا ،فهم يرون أن المعلم الضحية الجيد هو معلم متقاعد أي ميت .
نحن أيها الزميل و يا وجهي الحزين ،بطبشورة بيضاء و سبورة سوداء من أعطى لهذا الأفق الوطني شكله :نحن من أعددنا الملايين من العمال الذين هم جنود الوطن و وقود الاقتصاد ،و مع ذلك تخلى عنا الكل .حتى الاعلام من اليمين الى اليسار الى الوسط الى المستقل  حتى  الجحيم، لم ينصفنا و تعمد اقصائنا من أخباره و صفحاته و انكر علينا شرف مهنتنا .و لم يساوينا حتى بوةالبغايا و العاهرات و الممسوخون المتشدقون بالحريات الغرائزية ...لم يساوينا حتى بأشباه الفنانين و الفنانات ..يا زميلي فأتفه حادثة لاتفه عاهرة تنال المتابعة و التحقيق و الدفاع ...و يحتضنها الاعلام و يبكون عليها الحقوقيون و يعضون بالنواجذ على حريتها البهيمية ..هؤلاء الفئات حقوقها مضمونة و مصونة و كأنهم هم من أعد هذه الجيوش التي تبني الوطن ؟..أما أنت و انا من يأبه لنا في هذا الوطن ؟؟؟
ألسنا من قلب الأوضاع في القرى النائية و البائسة ؟
تعالى يا زميلي لنفلب معادلة هدا العار الوطني و المغربي بامتياز ،و لنا من الأسلحة ذات الجدوى العالي .أوليست  أقلامنا و طباشيرنا سبقت حماية هذا الوطن قبل الجندي المرابض في الحدود و قبل السياسي و النقابي المرابض في المعابد الغريبة عنا و عن قيمنا و واقعنا ؟؟؟
تعالى يا صديقي لنقطع الطريق على هؤلاء المتنكرين في زي النقابي و المتنكرين في زي السياسي و المتنكرين في زي العقيدة  ..فهم ليسوا نقابيين و لا سياسيين و ليسوا اخوانا و لا مسلمين
نحن نستحق مصيرا أفضل .و نحن طائفة أشرف منهم أعطينا و ما أخذنا و ما تدمرنا و ما عصينا و ما كذبنا و ما كفرنا بالوطن .و مع دلك في كل مرة في كل مرة أعتقدنا فيها أن غاراتهم ستتوقف يطلعون علينا بمرسوم جديد ،و كل مرسوم يؤزمنا و يفقرنا أكثر فأكثر و ها نحن يا زميلي صرنا نناضل فقط لكي لا يصل أبناءنا الى مدرجات الجامعة خاويي البطون و متحررين من الجوع .و ما هو مريع و ظالم يا صديقي أن تهب حياتك و روحك  للتعليم و يحرم أطفالك من التعليم .و تاتي الوزارات المتعاقبة و كل وزارة توقع شهادة انتهاء صلاحيتك لانهم أصبحوا لا يحتملون بقاءك في هذا السيرك المسمى مجازا بالتعليم ،و حتى و نحن في طريق الانقراض أتى قطار الدمقراطية اللعوب مبشرا بالنهي عن المعروف و امرا بالمنكر  و سحقنا تحت عجلاته  ،و المحزن في الامر لم نحز على عطف أو شفقة أو رعاية ممن نصبوا انفسهم مدافعين علينا :سياسيين ،نقابيين ،بائعوا الحريات الفردية ...
نعم يا زميلي أحس مثلك بالمرارة و الشماتة ،فالتعليم بكل جلال جلاله يخضع لنزوات سياسية و تحالفات شخصية و املاءات خارجية بينما الجمهور العريض واقف يتفرج بعض أن تعرض لاكبر عملية غسل الدماغ و أصبح لا يخطوا الا وفق الة التحكم عن بعد .و علينا نحن أن نحرس هذا الوطن من أن يعبثون بمستقبل هؤلاء المواطنين الصغار الذين هم ما سيكون عليه الوطن في المستقبل .
أعرف و أعي أن حياتنا ليست جميلة ،و نحن نعلم ان المؤامرة أحيكت بدقة عالية و جند لها من التحالفات و المرتزقة من اليمين الى الشمال . حتى لو وضعوا عليها المساحيق النقابية فستبقى بشعة ،تعالى لنقف كالعمالقة الطود في وجوهم ،تعالى يا صديقي نعمل بحكمة الجاهلية :نأكل الالهة و الاصنام  في المساء بعد أن صنعناها في الصباح أنها الهة من الحلوى فقط.
ان الحق و الصواب بجانبنا و دراعنا أطول من ما يتصورون و مهما فعلوا ,فبتكتلنا و تلاحمنا سيصعب عليهم اعطابها لانها تحمل سلاحا فتاكا :القلم و الكتاب ،هل رأيت على مر العصور من هزم القلم و الكتاب ؟
تعالى الى الوقفة الموالية و الاعتصام المواليو الاضراب  و لنتحد بعيدين عن النقابات و التشويشات على قضيتنا .

معا يا زميلي الضحية  سنكون شظية ملتهبة و حارقة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق