نص الى الزملاء الضحايا
شكرا للنقابات ...
و الشكر أيضا لما تعاقب من الوزارات
و شكرا لتعاقب الليل طوال ما مضى من سنوات ,
شكرا على المزيد من فقدان الثقة
شكرا لمن مدوا لي بساطا للخطى الخائبة
التربية لم تكن و لن تكن جسرا للحياة .
التربية ما كانت جسرا –نحو السماء- معلق
التربية هي درجات تتسلق
شكرا على ما أسبغوه علي من حزن وحرمان طوال
السنين .
الآن نسيت كل ما مضى من الانكسار و الانحدار
.
و فقدت أشياء كثيرة ما الداعي للحزن لها ,
و لكني مع ذلك أعترف اني حزين جدا
حزين لاني سأساق لمشنقة التقاعد بدون أن أرى
جباهكم تحت العار محنية .
لقد كسرتم أحلى ما في داخل الانسان ،أن ييأس
و يحنو ظهره و يكف عن ممارسة التنفس:تعليم المواطن الصغير .
ولا أكف من شكركم و شكر اسيادكم لقد أفلحتم
في مسرحة حياتنا تراجيديا حزينة ،و عرضتموها للانكسار مثل الزجاج ،و صرنا كما
قررتم أن تريدوننا :شظايا لن تعود الى سابق عهدها ،و ها أنتم تدخلوننا في طاحونة
التقاعد ,لا امهات تبكي من حولنا و لا ذرية تندب حظها من أجلنا .فمن نكون و أبناء
من نحن ؟
نحن نطحن و نخضع للتدوير و ها هم يعيدون انتاجنا في حلة أكثر رداءة و مييوعة و عفونة :متعاقدين جدد.المربي لا يتعاقد من أجل مرحلة عابرة ،المربي منذور منه للتعاقد مدى الحياة و مع الحياة و مع الحرية و الفرح و الاطمئنان .انكم تؤسسون لتربية هي كل ما يمكن من القبح والنقصان
شكرا لكم و أخيرا اتفقتم كلكم و بدون تردد
على الدفع بيوسف في البئر ..و تعرفون أن لا أحد سيتلقفني ,تريدونني ضحية جيدة أي ضحية
ميتة ...
شكرا لكم و لامثالكم من محبي هذا الوطن
،بأستعمالكم "المنتوج المغربي الخالص" شاركتم في تصحير التربية و التعليم .
شكرا لكم أيتها الفيلة التي عبثت في متحف
الأقسام و أداست على أزهار حديقة المدرسة و كسرت و أتلفت و قطعت وهجرت الفراشات من
المدارس .
(شكرا لكم لقد علمتموني ان لا أثق الا في جرحي
حتى النهاية
و ان كل ما تقولونه ليس الا كذب أو نفاق او دعاية
و في كل مرة كانت تنسج من اجلي أوقح رواية
استبشرت خيرا بمجيء فرسان الهداية
و كانت مصيبتي أعظم
فقد بانوا على حقيقتهم :وكلاء قروض و جباية )
لا ثقة في الثقة نفسها شكرا لكم على تعويدة
الزمان
لا ثقة في الثقة ،و لا أمان في الامان
فقط امشي الى أبعد منهم
و حاول أن ان لا تسيء فهمك الحيطان .
قصة قصيرة:
كنا ستعيش معذبين و حاملين لندمنا فوق
أعناقنا لو لم نكن نمشي بجانبكم أيها الزملاء ،اقتنينا بطائقكم ،فوضنا لكم المكان
و الزمان و الظرف لنمشي في مضاهراتكم واحتجاجاتكم و اضراباتكم .كنا سنحاسب أنفسنا
لو كنا متخادلين ،كنا سنشعر بالراحة الآن لو لم نحملكم فوق أكتافنا لتكونوا ما
أنتم عليه الآن ,كنا سنحاسب أنفسنا لو لم نكن في صفكم ...
و كنتم تمشون أمامنا و تقودوننا و في مظاهرة
طويلة السنوات ,و فجأة استدرتم و تغتمزتم ,و قفزت كالثعبان فوق وجوهكم الضحكة الصفراء
الماكرة ...
رجعتم الى خلف المظاهرة ،استللتم خناجركم و
طعنتونا من الظهر عدة طعنات غادرة لم تفلح بعد في اسقاطنا ،لانا كنا مثل كركدن
تسلقت فوق ضهره الضباع ...أمامها زمن لكي تسقطه .
شكرا لكم فقد أدركت أخيرا و بعد عدة مرات ذقت
طعم الموت فيها، أنكم طليعيون في التحبيط
و التيئيس و التكفير في الحقل الذي لا غنى
لهذا الوطن عنه :حقل التربية و التعليم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق