الجمعة، 18 نوفمبر 2016

شكرا للنقابة و الوزارة

نص الى الزملاء الضحايا

شكرا للنقابات ...
و الشكر أيضا لما تعاقب من الوزارات
و شكرا لتعاقب الليل طوال ما مضى من سنوات ,
شكرا على المزيد من فقدان الثقة
شكرا لمن مدوا لي بساطا للخطى الخائبة
و وضعوني أمام الكارثة :
التربية لم تكن و لن تكن جسرا للحياة .
التربية ما كانت جسرا –نحو السماء- معلق
التربية هي درجات تتسلق
شكرا على ما أسبغوه علي من حزن وحرمان طوال السنين .
الآن نسيت كل ما مضى من الانكسار و الانحدار .
و فقدت أشياء كثيرة ما الداعي للحزن لها ,
و لكني مع ذلك أعترف اني حزين جدا
حزين لاني سأساق لمشنقة التقاعد بدون أن أرى جباهكم تحت العار محنية .
لقد كسرتم أحلى ما في داخل الانسان ،أن ييأس و يحنو ظهره و يكف عن ممارسة التنفس:تعليم  المواطن الصغير .
ولا أكف من شكركم و شكر اسيادكم لقد أفلحتم في مسرحة حياتنا تراجيديا حزينة ،و عرضتموها للانكسار مثل الزجاج ،و صرنا كما قررتم أن تريدوننا :شظايا لن تعود الى سابق عهدها ،و ها أنتم تدخلوننا في طاحونة التقاعد ,لا امهات تبكي من حولنا و لا ذرية تندب حظها من أجلنا .فمن نكون و أبناء من نحن ؟
نحن نطحن و نخضع للتدوير و ها هم يعيدون  انتاجنا في حلة أكثر رداءة و مييوعة و عفونة :متعاقدين جدد.المربي لا يتعاقد من أجل مرحلة عابرة ،المربي منذور منه للتعاقد مدى الحياة و مع الحياة و مع الحرية و الفرح و الاطمئنان .انكم تؤسسون  لتربية هي كل ما يمكن من القبح والنقصان 
شكرا لكم و أخيرا اتفقتم كلكم و بدون تردد على الدفع بيوسف  في البئر ..و تعرفون أن لا أحد سيتلقفني ,تريدونني ضحية جيدة أي ضحية ميتة ...
شكرا لكم و لامثالكم من محبي هذا الوطن ،بأستعمالكم "المنتوج المغربي الخالص" شاركتم في  تصحير التربية و التعليم .
شكرا لكم أيتها الفيلة التي عبثت في متحف الأقسام و أداست على أزهار حديقة المدرسة و كسرت و أتلفت و قطعت وهجرت الفراشات من المدارس .
(شكرا لكم لقد علمتموني ان لا أثق الا في جرحي حتى النهاية
و ان كل ما تقولونه ليس الا كذب أو نفاق  او دعاية
و في كل مرة كانت تنسج من اجلي أوقح  رواية
استبشرت خيرا بمجيء فرسان الهداية
و كانت مصيبتي أعظم
فقد بانوا على حقيقتهم :وكلاء قروض و جباية )
لا ثقة في الثقة نفسها شكرا لكم على تعويدة الزمان
لا ثقة في الثقة ،و لا أمان في الامان
فقط امشي الى أبعد منهم
و حاول أن ان لا تسيء فهمك الحيطان .
قصة قصيرة:
كنا ستعيش معذبين و حاملين لندمنا فوق أعناقنا لو لم نكن نمشي بجانبكم أيها الزملاء ،اقتنينا بطائقكم ،فوضنا لكم المكان و الزمان و الظرف لنمشي في مضاهراتكم واحتجاجاتكم و اضراباتكم .كنا سنحاسب أنفسنا لو كنا متخادلين ،كنا سنشعر بالراحة الآن لو لم نحملكم فوق أكتافنا لتكونوا ما أنتم عليه الآن ,كنا سنحاسب أنفسنا لو لم نكن في صفكم ...
و كنتم تمشون أمامنا و تقودوننا و في مظاهرة طويلة السنوات ,و فجأة استدرتم و تغتمزتم ,و قفزت كالثعبان فوق وجوهكم الضحكة الصفراء الماكرة ...
رجعتم الى خلف المظاهرة ،استللتم خناجركم و طعنتونا من الظهر عدة طعنات غادرة لم تفلح بعد في اسقاطنا ،لانا كنا مثل كركدن تسلقت فوق ضهره الضباع ...أمامها زمن لكي تسقطه .

شكرا لكم فقد أدركت أخيرا و بعد عدة مرات ذقت طعم الموت  فيها، أنكم طليعيون في التحبيط و التيئيس  و التكفير في الحقل الذي لا غنى لهذا الوطن عنه :حقل التربية و التعليم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق