مضت هيبته...كما مضت
|
ذليلة موطَّأة
|
كأنها تراب مقبرة
|
و كان تقاعده
الغريب باهتا مباغتا
|
منتظَرا, مباغتا:
|
الخيانة المكررة
الموتة الاخيرة
|
كان بلا نقابة, بلا
صِحاب
|
بلا قبيلة بلا
أنساب
جلس في كرسي التربية
يشاهد عبث الاقدار
و الاحزاب
|
طاف وحيدا نازفا
كعابر السحاب
|
|
و كنتُ أعرفه معلما
في السنوات الشاردة
في فرعيات الحزن من
أيام الشباب
يجاهد الجوع و
الظلمة الباردة
|
أراه كلما رسا بيَ
الصباح في بحيرة العذاب
|
يجمع في الجراب
|
قطع طباشير تناثر
فوقها التراب
|
وقد كان نصيبه من
اللقمة
كنصيب الدجاج و الكلاب
|
و كنت إن تركتُ
لقمة أنفتُ أن ألمُّها
|
يلقطها, يمسحها في
كمِّهِ
|
يبوسها
|
يأكلها
ويعيش يومه بلا لوم
و لا عتاب
|
صمد طويلا حتى تآكل كخرقة بالية
كي لا يمر اليهم
اليباب
و لا أحد راسل
الكولونيل
و لا وصله خبر أو
كتاب
كان في أرذل العمر
بجسد كتبت فوقه
الحراب
يتحسس أطرافه ان
بقيت مكانها
ليصنع اسماكا ذهبية
يحتال بها على
العزلة و الاكتئاب
و يقطع العمر كله مترنحا
و رسائله ليس لها
جواب
و ربما سينتهي في
موكاندو
شريدا ككلب الحارات
و لا يعرف الاسباب
لماذا حولوا جرحه
كرسيا
و غاب في الدليل
الوزاري و النقابي
وصار ضحيةلا محل لها من الاعراب ؟
و ها هو الان يرى تلاميذه
وذريته العاقة في
النقابات
ترفعون في صحته
الانخاب
و لما انتهت الحرب
عاد الى المدينة
طردوه حراس المعابد
و سدت في وجهه
الابواب ,
--------
قصة قصيرة.
ذات مرة سأل وزير
مهاب:
هل يعقل أن المعلم
ضحية نظامين ؟
لن أسمح لمن أفنى
زهرات الشباب.
لكن الوزير أرغم
على الذهاب
و نحن ساقونا تحت
السياط
من جديد ادخلونا
السرداب .
|
|
تدكير:
عكازك الذي تتكئ عليه
يوجع الاسفلت ...
و ما الاسفلت الا صمت أضلاعنا
فـ«الآن في القرن الواحد و العشرين
لم يعد ثمة ما يفصل جثث الاستاذ
عن أحذية النقابات .
هوامش :
ماركيز و الماغوط والكولونيل بوينديا و
موكاندو ...انها مائة عام من عزلة ضحايا النظامين العنريين.الجيتو المشيد من أجلنا
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق