الاثنين، 16 يناير 2017

انا أول الضحايا
و أول القربان و أول الهدايا
ولست آخر مَنْ يموتْ
كتابي ورق مرحاض للنقابات
 و لي محفظة من النضالات  اليائسه
منذ سنوات التمانين البائسة  
جسدي سبورة سوداء :
أنا الألف و الميم ,وأنا  الالف و البا ء       
 و انا الوهج الساطع
الذي ما التفت اليه القراء
يشكلني الطفل ويقتلني
كما شاء الله و كما يشاء
و على جرحي بني النظام الأساسي.
كل  الوزارة المتعاقبة
 تعودت  دفن التعليم بأضلاعي
وبنت  معبدا فيه للنقابات
و قتلتني مرات عديدة،
و لم ترحل بعد عن ثراي.
و انا أختنق امام الهواء
و يتسع الحزن في
يسكنني ويقتلني نقابي ، سوايْ
كل الأفكار تبنت طفلي
جسمه صخر. ذراعاه سحاب
لمن يأتون بعد آبائهم
و لا مبالاته  فرح  ونايْ
وأنا أفيض أمام نشيد الجرح
وتحبسني خناجرهم
يؤاخيني ويقتلني سياسي  سواي

إن النقابات واقفةكخازوق
 ذبحوك يا ابن التمانينات  
كي يصعدوك  سلما ، فلا تحن رأسك
لأن جميع نقاباتي
 كلاب في  البحر
و ضباع في البر  
فاحذرها ولا تذهب
فلا تلمس يد القرصان
لا تلج إلى تلك المعابد
لا تصدِّقْ كل من يلبس كسوة الرهبان  
لا تصدق قوما قلوبهم اكثر قسوة من الزمان
لا تصدق من قضم تويجنا ايام العنفوان  
فهي مذبحة بلا بهرجة و لا عنوان  
ولا تخمد هجيرك عندما يتقمَّص النقابي شكل الكاهن
الرسمي لسيده الوزير
إنَّ جميع نقاباتي  كلاب البحر
فاحذرها كما تحذر التتار  .
ودع …دع كل شيء واقفا
فهم يدمرون ما دمروه و ما انهار
و لا تلتفت الى اديلوجية  الحانوت و العطار
القسم أسود
والوزرة سوداء  
و نشيدي أسود
والدفاتر سوداء  
والهواء  أسود
وفكرتي سوداء
كلبُ البحر وحده أبيض.
كل شيء أسود
سوداء دهشتنا  
سوداء مهنتنا
ونضالنا
كان من أجل أن يظل كل شيء أسود.
على الهامش :
نص أخرج من كم معطف درويش مهدى الى زملائي ضحايا النظامين العنصريين .سنظل نتنفس من جرحنا ضد النقابات و الوزارة و النسيان.سنظل نصرخ في وجه مغتصبي حقوقنا و التي بغيابها استطاع السفهاء العبث بجانب لا يستهان به من مصيرنا و مصير أطفالنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق