السبت، 11 فبراير 2017

شتاء ضحايا النظاميين

                 شتاء ضحايا النظامين

ينبئني شتاء  عام الفين و ثلاثة
أنني مت وحدي

ذاتَ شتاء مثله, ذات شتاء

و يُنبئني هذا المساء أنني لا زلت
 أموت وحدي

ذات مساء مثله, ذات مساء

و أن أعوامي التي مضت في التربية و التعليم
تبخرت من ييداي  و صارت  هباء...


و أنني استاذ لا زال  يقيم في العراء

ينبئني شتاء الوزارة  هذا العام أن داخلي

مرتجف بردا

و أن قلبي ميت منذ الخريف النقابي

قد ذوى حين ذوت

أولُ أوراق الشجر

ثم هوى حين هوت

أول قطرة من المطر

و أن كل ليلة باردة تزيده بُعدا

في باطن الحجر

و أن دفء صيف الزملاء  إن أتى ليوقظه

فلن يمد من خلال الثلج أذرعه

حاملة حليبا و قنينة ماء

ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض

و أن أنفاسيَ شوك

و أن كل خطوة في وسطها مغامرة

و قد أتقاعد  قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا

في زحمة القرارات  المنهمرة

أموت و لا يعرفني أحد

أموت و لا يبكينيي  أحد

و قد يُقال بين الزملاء  في ساحة المدرسة

مجلسه كان هنا, و قد عبر

فيمن عبر

يرحمُهُ الله

ينبئني شتاء هذا العام

أن ما ظننته شفاىَ كان سُمِّي
و ما لبسته يداي كان قيدي

و أن هذا النضال  حين هزَّني أسقطني

و لستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحت
و لكم أن تتصوروا ذلك منذ التمانينات

لكنني من يومها ينزف رأسي

الثقة  في النضال  زلَّتي
 التي من أجلها هدمتُ ما بنيت

من أجلها خرجت

من أجلها صُلبت

و حينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة و الرعدُ

ترجُّني خوفا من المجهول

و حينما ناديت النقابي  لم يستجب

عرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعت

ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء

لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف و ذكرياتهِ

دفئا

لكنني بعثرتُ في مطالع الخريف النقابي

كل غلالي

كل حنطتي, و حَبِّي

كان جزائى أن يقول لى الشتاء انني

ذات شتاء مثله

أموت وحدي

ذات شتاء مثله أموتُ وحدي

على الهامش :
حينما انتهيت من قراءة قصيدة الشتاء لصلاح عبد الصبور أحسست انني اعيشها كضحية من ضحايا النظامين الجائرين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق