الجمعة، 7 أبريل 2017

مديح الظل التربوي ----الجزء الثاني ----

           مديح الظل التربوي ----الجزء الثاني
 

عاديَّةٌ سنواتنا –  حزينة و عاديَّةٌ

لولا صهيل الحقد في قلبك يا سيد  الجنونْ .

والتقاعد  يأتينا بكل سلاحه الوزاريِّ والنقابيِّ والحزبيِّ

ألفُ خديعة  أُخرى ولا يتقدم الضحايا  شبراً واحداً

ما زلتُ حيَّاً  أتبهدل – ألفُ شكرٍ للمصادفةِ الرتيبة

يبذل النقابيون  جهداً عند الوزير
 لكي لا يُفْرِجَ عن مداد الكتابة
و يُفهِمونه أن أعصى المشكلات
تحل بمنطق الخطابة

و ليس عليه أن يشغل نفسه
بصغار خلق في وزن الذبابة
فكيف سنغسل حروفنا الصغيرة
كي يمطر على القحط القليل  و القليل من  السحابة  ؟



ويسأل صاحبي : وإذا استجاب الوزير  للضغوطِ
فهل سيفر موتنا عن :


وعود

أَم خطابة ٍ؟

قلتُ : انتظرْ ! لا فرق بين الرايتينْ

قلت : انتظر حتى تصب جميع  الأنظمة  بارودها
في بطون الضحايا

يا فجرَ مدرستنا  الطويلا

عَجِّلْ قليلا :

عَجِّلْ لأعرفَ جيِّداً

إن كنتُ  معلما حيَّاً أم قتيلا



المدرسة  / ظهراً

يستمرُّ القهر  منذ فجرِ الف و تسعمائة و تمانين

تنكسر السماءُ على رغيف الحروف و الكلمات  

يَنكسر الهواءُ على رؤوس الأطفال  من عبءِ المحتوى  ولا جديد في الإصلاحات  لدى الطفولة

بعد كل خيبة ٍ يلتقي كُلُّ المسؤولين   بكل أَنواعِ النقابيين  ’
 من الفريدِ  إلى البليد

ليبحثوا خطر ضحايا النظامين  على جفاف الضرع و هلاك الزرع

 أما الآن فالأحوال هادئة تماما تماًما  مثلما نسقت  .
 وإن الموتَ هذا التقاعد المهين  يأتينا بكل

سلاحه الأيدلوجي و النقابي و الحزبي ِ.
 مليون انفجار في عقل المعلم و الطفل
و أصبع الاتهام تشير إلى
المدرسة العمومية ....

وحدنا نُصغي إلى رعد الحجارة

وحدنا نُصغي لما في الروحِ من عبثٍ ومن جدوى
وحدنا نصغي لما للعقل الصغير من ذكاء و تقوى
الساحرات  و الدجالون
 على أسوار المدرسة ِ
 يهدون كل طفل لعبةً ظلام  عنقوديَّةً
من يعبأ بك ايها الضحية

أيها الهندي الأحمر و يا سليل براري التعليم
 الوجه الشاحب هو الطاعون , والطاعونُ
هو  هذا النقابي .

نعسنا . أَيقظتنا مكبرات صوت التعليم

و طائرات تحالف  وزاري نقابي   لقصف الذكاء

وهذا الأفق التعليمي  طريق نحو المجهول

نفتحُ دفاتر تمرين , قصفتها المناهج
نفتح كراسات تلوين ,مزقتها  البرامج
نحتمي  بمحافل  الرياضيات و اللغات
و ننسى الهدف الذي جئنا من اجله للحياة 
  تهتز البناية . تقفزُ الأبوابُ .

  الغرباء وراء الباب كالجراد
و ذرية عاقة  تعبث بقبور الأجداد

ونمشي في شوارعِ  سنواتنا باحثين عن السلامة

من سيدفننا إذا متنا ؟

 

عرايا نحن و شظايا  ,
في أخر محطة قطار التعليم
لا أُفقٌ سياسي يغطينا  يُغَطينا
 ولا قبرٌ نقابي  يوارينا .

ويا ... يا يومَ المعلم  المكسَّرَ في الظهيرهْ

عَجِّلْ قليلا

عَجِّلْ قليلا

عَجِّلْ لنعرف أَين أخذوا  صَرْخَتُنا الأخيرة

 و ليكن أطفالنا ورثة حزننا
شهود اللحظة الأخيرة

المدرسة  / عصراً

تكثر حشراتُ المكان

تزدادُ رطوبةُ الزمان

ترتخي  أوتار
المعلم المدان

نشعر أن للمدرسة، في مفاصلنا احتقان

فنصرخ : أيها البطل الضحية  انكسِرْ فينا


مساء / فوق المدرسة

الزمان التربوي

ينزُّ دماً , ويذبحني الحمامُ

إلى مَنْ أَرفعُ الكلماتِ سَقفاً

وهذا  الفصل  يحملُه الغمام ؟

ويرحل , حين يرحلُ ’ نحو تيهي التربوي

أُحدِّقُ في جناحي المكسر  ’ وهو ملقىَّ

على طَرَفِ سرير البرامج  ’ وأَشتهيهِ

وأصيح من عجزي ’ و لا ينقذني الكلامُ
ظلامٌ كُلُّ ما حولي ... ظلامُ

المدرسة  / ليلا :

لا ظلامَ أَشدَّ من الظلامِ

يُضيئني قَتْلي :

أَمنْ حَجَرٍ نقابي  يقُدُّون النُعاسَ؟

أَمِنْ مزاميرٍ يصكُّون قرار الإفلاس ؟

ضحيَّةٌ زميلة  قَتَلتْ

ضحيَّتها



وكانت لي هويَّتُها 

أُنادي مسيلمة  : أخرج من الكتب القديمة مثلما خرجوا , أَزقَّةُ

الخيانة  تُعَلِّقُ لحم المربي  النبيل َ فوق مطالع عهدكم  القديم

وتدّعي أن الضحية لم تُغيِّر جلدها

يا مسيلمة ... اما  تَرْثِي

أو  تهجي  المدينةَ... فانت مدين لي  بمَيتتين

ولا تعلن  التقوى

وألا تغفر للمعلم  الصبيِّ بكاء

اختلطتْ شخوصْ المسرح الدمويّ

لا قاضٍ لدى الضحايا

وكفُّ القاتل امتزجَتْ بأقوال شهودِ ضدنا

وأُدخل الضحايا  إلى  ملكوت قاتلهم

وتمَّتْ رشوةُ النقابي  فأعطى وجهه  للوزير  الباكي على شيء

يُحَيِّرُنا...

سَرَقْتَ دموعنا يا ذئب

تقتلني وتدخل جُثَّتي وتبيعها

أُخرجْ قليلاً من دمي حتى يراك المستقبل  أَكثر حُلْكَةً

واخرجْ لكي نمشي لمائدة التقاعد , واضحينْ

كما الحقيقةُ : حقيقة  خائن  الرسول .

قاتلي نقابي  يُدلي بسكَّينٍ

وقتلى

 و يدلي  بالأسماء التي سقطت سهوا

ألف و تسعمائة و خمسة و ثمانون

ألفان و ثلاثة

قرار التقاعد

و هذا الذئب ماض في افتراسنا .

 

المدرسة  / ليلا

لا تنامي كُلَّ هذا الليلِ

و تتحدِّثي  و قصي لهم
عما يدور وراء هذا البابِ

و ارم نورك أبعد من السرداب

 و عَرِّيني تماماً

لا قول كل  الحبَّ
الذي لم أقله و لم يقلني حينما كنا على عتاب

و انتظري فالطفل  يسمع صلاة التويج
اذ تتاهب لافتراسه الذئاب

إني ارتديك على الشظية  . و قربَ باب الحياة

سنبقى واقفين , وواقفين إلى النهايةِ

واصلي سرقات هذا الشهْد
و انظري في عيني ، لا في عين اليباب

زُجِّيني بشهوتك النبيلة  قبلما يأتي إلينا موتنُا  الخلفيُّ
من أروقة وزارية خلفية :

إني أُوثُر الموتَ الذي يأتي إلى كتفيَّ..نحلا
إني أُوثُر الموتَ الذي يأتي الى كتفي ..طفلا 




المدرسة  / ليلا 

 المعلم مثل الشيخ .

قمرٌ غبيٌّ مَرَّ فوق السهب

لم يركبْ له المعلمون  خيلا



المدرسة  / ليلا

أُمْسِك الآنَ الطباشير  الأسودَ الصخريَّ,

أكسره بأسناني ، أَعضُ عليهِ .أُدميهِ . وأَركلُهُ

أَكاد أُجَنُّ مما يجعلُ الساعات...رملا


أَكاد أُجَنُّ مما يجعلُ الموت...سهلا


المدرسة  / ليلا :

قالت زهرة الياسمين
 لمبرمج  جميل وقبيح مثل الشيطان
لماذا الفقر في التعليم مدان

 لماذا تصرعلى  أخذي الى الرُّكامِ؟


المدرسة  / ليلا

لم أَجد فيك الخليَّةَ والجزيرةَ

أين ماتَ التعليم

كيف  استسلمت للغريب الغبي ؟



المدرسة  / ليلا

يقصفون مقابر المعلمين  ,
 يدثَّرون ذكرياتهم  بالفولاذ ’
 يضطجعون مَعْ فتياتهم ,

يحرمونهم  ’ يمنعونهم  من إن يكونوا
أبناء معلمين لا غنى عنهم

ويعملون ويمزقون صفحة  العمر في قرار 

أهلاً وسهلا

المدرسة  / ليلا

يخرج المعلمون  الشهداء من توابيتهم  ’ يتفقَّدون صغارهم’ يتجولون

على جنبات الساحة 

يرصدون الحلم والرؤيا ’ يُغطُّون السماء بفائض الالوان

يفترشون موقعهم بالحروف في خشوع و ايمان   

يُسَمُّون التعليم  ’ يغسلون ماء التربية  ’ ثم يرسمون  حصارنا

نايات  .. ونخلا 




المدرسة  / ليلا

يمدح نقابيين  قَتْلي في مجالسهم

ويرتعدون مني حين أطلع بينهم صوتاً وظلِاَّ



المدرسة  / ليلا

آهِ ’ يا أفقاً حالكا  تبدَّى

من حذاءِ نقابي

لا تنغلقْ

لا تنغَلِقْ أَبداً

لئلاّ...



المدرسة  / ظهراً :

اليوم يَنْشَقُّ المخ و العقل و الجنان .

اليوم ينشقُّ المخ  إلى اليمين و الشمال

الكلمة و الفعل يخرجان

و تتفاعل الحياة

ليحتفل المكانْ

بنا .. وينسبنا إلى  لا أَحَدٍ

ليعطي الوطن

شجراً وأَسماءً

أَتعرفُ مَنْ أَنا حتى تحيى  نيابةً عنِّي  
أيها الوزير و ايها النقابي
وتمضي القافلة ؟

لا ’ ليس تربية  أن ترى قمراً يحنط فوق  خارطهْ

لا , ليس تعليما  ان ترتِّب ذاكرتي  الجامحة

فانهض على فَرَسِ الدُخانْ

وارحلْ معي بلا قافلة



المدرسة  / عصراً:

زَمَنٌ تربوي  مضى

لكنه لا ينتهي



المدرسة  / فجراً :

الاستاذ ُ اغتُصبت مهنته  تماما

وثلاثٌة خانوهُ

نقابي ٌ

و وزير

وإيقاعٌ




لا تستطيع الشمعة  أن تعلو على غارات الظلام  في هذا المدى

لكنها  تصغي لموجتِهِ الخصوصيَّهْ

تعليم و تربية

تصغي لموجتِه ويتفتحُ وقتَها  لجنونِهِ

من حقِّه أن يُجلس السأمَ الملازمَ فوق السبورة
 بين دفتي كتاب
ويشرب قهوةً مَعَهُ

إذا ابتعد الندامى

المعلم ُ انتُهِكَتْ كرامتُهُ تماما

الثقة  تخرجُ من روحه

وتدخل خوذةَ النقابي 

مَن يُعطيه دهشتَه

طباشيرا   أَو...سلاما

الطفل ُ اُغتُصِبَت براءتُهُ تماما

في محفظته مسكنات الرعب  

في أَضلاعه خفاشٌ

وفي البرامج ِ عُقْمٌ مالحُ




المدرسة  / فجراً

المدرسة  / ظهراً

المدرسة  / ليلاً

يخرج النقابي  من جسدِ الضحيَّهْ

يرتدي فصلاً جديدا من النضال  : ناضلْ – كي تكونْ .

أربعين   عاماً كان ينتظُر الجنونْ

أربعين عاما  كان سفّاحاً : دمقراطيا أومُعَمَّمْ

أربعين  عاما  كان  يبكي.. كان يبكي من أجلنا

كان يخفي دهاءه ُ في دمعَتِهْ

أَو كان يحشو الحقد  بندقيَّة أصواتنا

أربعين  عاما كان ينتظر المعلم َ في زاوية  التقاعدْ
أربعين عاما و هو يشهر مسدس القواعد و القواعد

أربعين  عاما كان يعلَمْ

أن الكذب  سلاحُهُ

صبرا – أستاذي النائم

رحل المربون  إلى الرحيلْ

والحرب على الضحايا
 دامت ليلتين صغيرتين 
و خلفت جنينين مشوهين  

وقدَّمَ  المعلمون  طاعتهم بلا عويل
 صاروا تطبيقات هاتف  ... ليلٌ طويل


يرصدُ كوابيس العمر المشرد

المدرسة بقايا الكفِّ في جسدٍ قتيلٍ

ودِّعتْ فرسانها وزمانها.. خيول التربية

واستسلمت للنوم من تعبٍ ’ ومن زملاء  رَمَوْها خلفهم

المدرسة – وما ينسى المعلمون  الراحلون بلا صهيل

لا تشتري و لا تبيعُ : لكنها عين  الخيرات

من أجل وردٍ لضَّفيرهْ

المدرسة - تحن نصفَها المفقودَ بين النقابة  و الوزارة
  اثر الغارات  الأخيرهْ

لمَ ترحلونَ

وتتركون أحفادكم في بطنِ ليلٍ من حديدِ ؟
أولادكم ؟
أخاف ، انا أسف يا سادة  فقد انتهت حفلة التعميد

لمَ ترحلونْ

وتعلِّقون صباحكم

دون  الفصل  و دون النشيدِ ؟

المدرسة - تُغَطِّي صدرها العاري بأُغنية الوداعْ

وتَعُدُّ كفَّيها وتخطيءُ في الخشيبات و الاقراص

حين يجرونها الى ساحات الصراع
حينما ترنوا الى طفلتها على كتف معلم بلا ذراع

كَمْ مرةً ستسافرونْ في الدنيا
و كم مرة ستبنون القلاع

ولأيِّ حُلمْ؟

وإذا رجعتم ذات يومْ

فلأيِّ مدرسة  ترجعونَ

لأيِّ منفى احفادكم  سيرجعونْ؟
و على أي خراب
مستقبلكم ستبنون ؟

المدرسة  – تُمَزِّق صدرها الطفولي  المكشوفَ 

كم مَرَّهْ

تتفتَّحُ الزهرهْ

كم مرَّةً

ستسافر لتبني من الحياة ثورة ؟
كم مرة سيعود ربيع الطفولة
لتسلم الجرة ؟

الطفلة - تخافُ الليل . تسندهُ لرُكْبتها

تغطيهِ برصاص قلمها . تبكي لتُلْهيهِ

رحل معلموها  رحلوا وما قالوا

شيئاً عن العودهْ

ذَبلوا و مالوا

عن جمرةِ الوردهْ

عادوا وما عادوا

لبداية الرحلهْ

والعمرُ أَطفال

هربوا من بطش البالغين .

الطفولة - تنامُ . وخنجرُ الاصلاح  يصحو

المدرسة  تنادي ... مَنْ تنادي

كُلُّ هذا الليلِ لي ’
و كل هذا الرقص من أجلي ؟
 ولغتي في الحلوق  ملحُ .

يقطع المهرج  من ثديي ، ليقلُّ الضوء 

يرقص حول خنجرهِ ويلْعَقُهُ . يغني لانتصار الدارجة ِ لغة

ويمحو

في هدوءٍ... في هدوءٍ لحمَها عن عَظْمِها

ويمدِّدُ أعضاءَ الطفل خريطة  فوق الطاولَهْ

ويواصل النقابيُّ رقصَتَهُ ويضحك للعيون المائلَهْ

ويُجَنُّ المقاول  من فرحٍ :الطفولة  لم تعد جسداً
الطفولة مجرد فكرة رقمية زائلة
يُرَكِّبها كما شاءتْ خزائنه  ’ وتصنعها مشيئتهُ

ويسرق خاتماً من لحمها ’ ويعودُ من دمها إلى مرآتِهِ الاولى :
الخزائن الحديدية الصامتة .

ويكون-ظلامُ

وتكون – خيامُ

ويكون – انفصالُ

ويكون- استئصال

ويكون – ليلُ

ويكون – قتلُ

وتكون – المدرسة

المدرسة  – تقاطُعُ الزمن  على وتر

المدرسة – نزولُ الروحِ في حَجَرٍ

المدرسة – مكان الى حيث يسافر المطر

المدرسة  – لا أحدْ

المدرسة - هوية عصرنا حتى الأبدْ

المدرسة  / أمسِ / الآنَ/ بعدَ غدٍ

نشيدٌ للخريفِو الاصفرار

صُوَرٌ لما بعد النهارْ

وظلالُ ضحية  غريبهْ 


وطني محفظة

ومحفظتي  وطني

ولكن ... لا رصيفَ وزاري

ولا جدار نقابي

لا أرضَ تحتي كي أموتَ كما أشاء

ولا سماءْ

حولي

لأثقبَها وأدخلَ في خيام الأنبياءْ



ظهري إلى السور المدرسي


السور المدرسي  / الساقطْ     


               جرسيف 29-07-2017                                                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق