الجزء الثالث
وطني محفظة
ومحفظتي
وَطَنُ الغَجَر الصغار
تهمتهم
الجهل بالقوانين و النظام
شعبٌ
صغير يُخَيِّمُ في الأغاني والدخانْ
شعبٌ يُفَتِّشُ
تحت شمس البالغين الحارقة عن مكانْ
و في أيامنا المفتوحة
على النسيان عن زمان
وطني محفظة
في الليل
أفرشها سريرا
وأنامُ
فيها
ألاعب الفتياتِ و الفتيان فيها
أدفن الأحباب
فيها
أرتضيها
لي مصيرا
وأموتُ
فيها
كَفِّي
على الدرجة
الدرجة
خيمة في العراء
و سلم
لا يوصل الى السماء
كفي عن
العواء
وطني محفظة
من جلدِ
جلدي المتصفد غيظا
وطني على
كتفي
بقايا الطفولة
في جسدِ الأجيال الذاهبة ...
قلبي على
القلم
القلم / الحر
يا أهلَ
التعليم ….الوداعا
شكرا لكُلِّ مدرسة حملت نفسي المجهد
لتضيءَ
للفقراءِ عيدَ الخبز
أو لتضيءَ
للوزير وجهي كي يرى وجهه
و يرتديَ
الخداعا .
شكرا لكلِّ
نقابة غَطَّتْ يديَّ
وَجففت
شفتيَّ
حتى أعطت
المرابين بابا …أو قناعا
شكرا لكلِّ
مسدَّس عجل برحيلي
بالتكريم
وبالزهور
وكان يبكي
أو يزغرد ما استطاعا
يا دمعة
ً هي ما تبقّى من تربية ٍ
أسندُ الذكرى
عليها …….والشُّعاعا
.
يا أهلَ
التعليم الوداعا
!
اليوم أكملتُ
الرسالةَ فانشروني , إن أردتم , في القبائل ِ توبة ً
أو ذكرياتٍ
أو شراعا .
اليوم أكملتُ
موتي َ فيكُمُ
فلتطفئوا
لهبي ,إذا شئتم , عن الدنيا
,
وإنْ شئتمْ
فزيدوهُ اندلاعا
أنا لي
, كما شاءتْ خطاي
حملتُ روحي
فوق أيدي الفراشات ٍ
,
وجسمي موطئاً
ليكمْ ,
وموتايَ
اندفاعا
يا أهلَ
التعليم …الوداعا
.
هذا دمي
, يا أهل التعليم ,ارسموهْ
قمرا ً
على ليل ِ الوطن
هذا دمي
– دمُكم خذوه ووزّعوهْ
شجرا ً
على رمل الوطن ْ
.
هذا رحيلي
عن نوافذكم وعن قلبي انحتوهْ
حجرا ً
على قبر ِ الوطنْ
هذا بكاء
أطفالنا , هذا يتيم زواجنا , فلترفعوهْ
سهرا ً
على عُرس الوطن
.
هذا نشيجي
. مزقوه وبعثروه
مطرا ً
على أرض الوطن
.
هذا خروج
أصابعي من كفِّكمْ
هذا فطام
موتي , فلتكتبوه ْ
وترا ً
على طربِ الوطن
.
هذا غبار
سبورتنا , فلترفعوهْ
لهمو حصونا
ً , أو قلاعاً
يا أهلَ
التعليم الوداعا
سيجيئكم
مَطَر أسود ٌ
ويغسلُ
ماتركتُ على دفاتركم من الكلماتِ ,
يطردُ ما
تركتُ على نوافذكم من الشهواتِ .
يمحو ما
لمستُ من التعليم ِ في جباهكُمُ
وينسيكمْ
فتى ً كسرَ الهواءَ على موائد النقابات.
وأضاع يديهِ
في أيديكمُ سنة ً بعد , وضاعا
.
يا أهلَ
التعليم ….الوداعا
.
حدَّقتُ
في كَفِّي
لأبصرَ
ما وراء الطباشير ِ
–
تلكَ وسيلتي
لتَبَصُّر الأشياءِ
–
نور ٌ,
ثم نور ٌ ,ثم نور
منْ رآني
عَدَّ أكفاني
وغطى جرحي
كي يشتري حفنة تراب ً
ويبتاعَ
الصراعا .
يا أهلَ
التعليم ….الوداعا
.
لا جوعَ
في روحي , .
أكلتُ من
الرغيف السام ِّ ما يكفي المسير َ إلى نهايات الجهات .
عشاؤكم
ليس الأخير َ
وليس فينا
من تراجَعَ , أو تداعى
.
يا أهلَ
التعلييم ….الوداعا .ا
.
إسمان للحياة
نحنُ :
على مشيئتنا
أردنا أن نكونَ
لان لا
يكونَ الاطفال في الدنيا متاعا .
يا أهلَ
التعليم ….الوداعا
والآن
, أكملنا رسالتنا
و أشرفنا
على تقاعدنا
إذ اتَّحدَ
الشقيقُ مع العدوِّ
ولم نجد
أرضا ً نُصَوِّب فوقها
جتثنا
ونرفع لقبورنا
شاراتها .
يا أهلَ
التعليم ….الوداعا
.
اليوم عام
الجوع عام السوادْ
,
اليوم عادت
حليمة إلى طبيعتها وارتفع الحدادْ
إلى جبين
كل طفل في هذه البلاد
واختفتِ
الملائكة النقابية
في أكاليل
الرمادْ
حدِّقتُ
في كَفِّي
لأُبصرَ
ما وراء النقابي -
تلك وسيلتي
لتَبَصُّرِ الأشياء معاني ِ
نظام ٌ
, ثم نظام ’ ثم نظام ٌ
مَنْ رآني
فيهم
عَدَّ أكفاني
وغطى جرحكم
كي يشتري درجة
ويبتاعَ
الصراعا
يا أهْلَ
التعليم .... الوداعا
لا جوعَ
في روحي
أكلتُ من
الرغيف السام ما يكفي المسيرَ إلى نهايات الجهات.
عشاؤكم
ليس الأخير
وليس فينا
من تراجَعَ ’ أو تداعى
يا أهْلَ
التعليم ... الوداعا
أجساد في تابوتِ هذا التعليم نحنُ
نزود
هؤلاء الكائنات الصغيرة الأولى
نحن بشارة
الميلادِ نحنُ
ورحلة
بعيدة لخطوات قد
حاولتْ
قد حاولتْ
قد حاولتْ
أنْ تَهَديَ
جلودها للمركب شراعا
لكي لا
يجرفنا السيل... مشاعا
يا أهْلَ
التعليم ... الوداعا
والبحرُ
أبيضُ
هذه سُفني
الأخيرهْ
ترسو دمع
المدينة , وهي ترفع رايتي,
لا رايةٌ
بيضاء في بيروت
شكراً للذي
يحمي المدينة من رحيلي
للَّتي
مَدَّتْ ضفيرتها لتحملني إلى سفني الأخيرهْ
- أين تذهبُ
؟
ليس لي
بابٌ لأفتحَهُ لفارسيَ الأخيرْ
- والسبتُ
أسودٌ ,
ليس لي
قلبٌ لأخلعَهُ على قدميكَ يا ولدي الصغيرْ
- أنا لا
أودَّع ’ بل أُوزِّع هذه الدنيا
على الزِّبد
الأخيرْ
-وأين تذهبُ
؟
أينما حَطَّتْ
طيورٌ البحرِ الكبيرْ
البحرُ
دهشتنا , هشاشتُنا
وغربتُنا
ولعبتُنا
والبحرُ
صُورَتُنَا
ومَنْ لا
بَرَّ لَهْ
ولا بَحْرَ
لَهْ...
..... بَحْرٌ
أمامكَ’ فيكَ ’ بحر من ورائكَ.
فوق هذا
البحر بَحْرٌ ’ تحتهُ بَحْرٌ
وأنتَ نشيدُ
هذا البحرِ...
كَمْ كنا
نحبُ الأزرقَ الكحليَّ لولا ظلنا المكسور فوق البحرِ,
كَمْ كن نُعِدُّ لشهرِ أيلولَ الولائمَ
- عَمَّ تبحث
يا فتيَّ في زورق الأوديةِ المكسورِ ؟
- عن جيشٍ
يحاربني ويهزمني فانطق بالحقيقةِ ثم أسأل : هل أكونُ مدينةَ الشعراء يوماً؟
- عَمَّ تبحث
يا فتىً في زورق الأوديسةِ المكسورِ؟
- عن جيش
أُحاربهُ وأهزمهُ,
وعن جُزُرٍ
تُسمِّيها فتوحاتي , وأسأل : هل تكون مدينةُ الشعراء
وَهْمَا؟
- عَمَّ تبحث
يا فتىِّ في زورق الأوديسةِ المكسور عَمَّ؟
- عن موجةٍ
ضيعتها في البحرِ
عن خاتَمْ
لأُسيِّجَ العالمْ بحجود أُغنيتي
- وهل يجدُ
المهاجر موجةً ؟
- يجد المهاجر
موجةً غرقتْ ويُرجعها مَعَهْ
بحر لتسكن
’ أم تضيعْ
بحلا لأيلولَ
الجديدِ أم الرجوع إلى الفصول الأربعَهْ
بحر أمامك,
فيك بحرٌ من ورائكَ
تفتح الموجَ
القديمَ : وُلدتُ قرب البحر من أمٍّ فلسطينينةٍ وأبٍ
أراميٍّ
. ومن أمٍّ فلسطينيةٍ وأبٍ عروبيٍّ . ومن أمٍّ
ويُحررون
جمالهم مني...
أنا الحجر
الذي شدَّ البحار إلى قُرون اليابسهْ
وأنا نبيُّ الأنبياءِ
وشاعرُ
الشعراءِ
منذ رسائل
المصريِّ في الوادي إلى أشلاء طفل في شاتيلا
أنا أوَّلُ
القتلى وآخر مَنْ يموتْ
إنجيلُ
أعدائي وتوراةُ الوصايا اليائسهْ
كُتَبتْ
على جسدي
أنا ألفٌ
’ وباءٌ في كتاب الرسم
’
يشبهني
ويقتلني سوايْ
كُلُّ الشعوب
تعوَّدَتْ أن تدفن الموتى بأضلاعي
وتبني معبداً
فيها
وترحلُ
عن ثرايْ
وأنا أضيقُ
أمام مملكتي
وَتَتَّسِعُ
الممالك فيَّ,
يسكنني
ويقتلني تزوَّجت أمي,
وأمي لم
تكن إلاّ لأمي
خصرها بحرٌ
ذراعاها سحابٌ يابسٌ
ونُعَاسُها
مطرٌ ونايْ
وأنا أفيض
أمام أغنيتي
وتحبسني
خناجرها
يؤاخيني
ويقتلني سوايْ
....وأنا نشيدُ
البحرِ.
لا أرضى
بما يرضي دَمَ الإغريقَ من ريحٍ تهبُّ لتنتهي المأساةُ
بالمأساة
قد ذبحوك كي يجدوك كرسياً فلا تجلسْ
لأنَّ جميع
آلهتي كلابُ البحرِ
فاحذرها
ولا تذهب إلى القُربانِ....
إن الريح
واقفةٌ
فلا تلمسْ
يدَ القرصانِ،
لا تصعد
إلى تلك المعابدِ
لا تصدِّقْ
لا تصدِّقْ
فهي مذبحةٌ
ولا تخمدْ
هجيرك عندما يتقمَّص السجَّان شكل الكاهنِ
الرسميِّ,
إنَّ جميع
هآلهتي كلابُ البحرِ
فاحذرْها
ودَعْ...دَعْ
كلَّ شيء واقفاً
دَعْ كُل
ما ينهارُ منهاراً
’
ولا تقرأ
عليهم أيَّ سيءٍ من كتابكْ
!
والبحرُ
أبيضُ
والسماءُ
قصيدتي
بيضاءُ
والتمساحُ
أبيضُ
والهواءُ
وفكرتي
بيضاءُ
كلبُ البحر
أبيضُ
كل شيء
أبيضٌ:
بيضاءُ
ليلتُنا
وخطوتنا
وهذا الكونُ
أبيضُ
أصدقائي
واللائكةُ
الصغارُ
وصورة الأعداءِ
أبيضُ,
كل شيء صورةٌ بيضاءُ هذا البحرُ ’ مِلء البحرِ’
أبيضُ
لستَ آدمَ
كي أقول خرجتَ من بيروت منتصراً على الدنيا
ومنهزماً
أمام الله
الأرضُ
إعلانٌ على جدران هذا الكون,
حَبَّةُ
سُمْسُمٍ ’ قتلاكَ
والبلقي
سدى
فاعطِ المدى
إسم العيونِ
المهملَهْ
لك أن تكون-
ولا تكونْ
لك أنْ
تُكوَووَّنْ
أوْلا تُكَوِّنْ
كل أسئلة
الوجودِ وراء ظِلِّك مهزلَهْ
والكونُ
دفترك الصغيرُ,
وأنت خالقُهُ
فدوِّن
فيه فردوس البداية, يا أبي...
أو لا تُدَوِّنْ
أنت...
أنتَ المسألَهْ
ماذا تريدُ؟
وأنت من
أُسطورةٍ تمشي إلى أُسطورةٍ
عَلَمَاً؟
وماذا تنفع
الأعلامُ ...
هل حَمَتِ
المدينَةَ من شظايا قنبُلَهْ؟
ماذا تريدُ
؟
جريدةً؟
أتفقِّسُ
الأوراقُ دُوريّاً
وتغزلُ
سنبُلَهْ؟
ماذا تريدُ؟
أشْرِطَةً؟
هل يعرف
البوليسُ أين ستحبل الأرضُ الصغيرةُ بالرياح
المُقْبِلَهْ؟
ماذا تريدُ؟
سيادةً
فوق الرَمَادِ؟
وأنت سَيَّدُ
رُوحِنَا يا سَيِّد الكينونّةٍ المتحوِّلّهْ
فاذهب....
فليسَ لك
المكانُ ولا العروش / المزبَلَهْ
حُرّيَّةُ
التكوين أنتَ
وخالقُ
الطرقات أنتَ
وأنت عكسُ
المرحلَهْ
واذهبْ
فقيراً كالصلاةِ
وحافياً
كالنهر في درب الحصى
ومُؤَجَّلاً
كقرنفُلَهْ
لا’ لست
آدم كي أقول خرجتَ من بيروت أو عَمَّانَ أو
يافا, وأنت
المسألَهْ
فاذهب إليكَ
’ فأنَتَ أوسعُ من بلاد الناسِ ’ أوسعُ من فضاء
المقصلَهْ
مستسلماً
لصواب قلبكَ
تخلع المدنَ
الكبيرةَ والسماءَ المُسْدَلَهْ
وتمدُّ
أرضاً تحت راحتك الصغيرة
,
خيمةً
أو فكرةً
أو سنبلَهْ
كَمْ من
نبيٍّ فيك جَرَّبَ
كَمْ تعذَّب
كي يُرَتَّبَ هيكَلَهْ
عبثاً تحاول
يا أبي مُلْكَاً ومَمْلَكَةً
فَسِرْ
للجُلْجُلَهْ
واصْعَدْ
معي
لِنُعيْدَ
للروح المُشَرَّد أوَّلَهْ
ماذا تُريد
, وأنت سَيِّدُ روحنا
يا سَيِّدَ
الكينونة المتحوِّلَهْ؟
يا سَيِّدَ
الجمرهْ
يا سَيِّدَ
الشُّعْلَهْ
ما أوسع
الثورة
ما أضيقَ
الرحلة
ما أكبَرَ
الفكرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق