الثلاثاء، 11 يوليو 2017

و كيف لنا أن لا نشكر النقابات ؟







و كيف لنا أن لا نشكر النقابات ؟

زملائي الضحايا

أيها الحقول التي زرعت وهما وحصدت جورا.





كنت يائسا ظننتهم نسونا و طووا صفحتنا إلى الأبد ،لكن و الحمد لله ،فلا زالوا يتذكروننا في النقابات و يزينون بقضيتنا لائحة  مطالبهم. و سيقدمون قضيتنا كحبوب الحمص النيئة التي لا يلتفت اليها احد  فوق طبق الكسكس .  
التفاوض مع الوزارة هي مهمة الحكماء النقابين .



الأوضاع كانت دائما على هذا النحو  الوزارة لا تعترف بالتواصل المباشر مع المعلمين ، هناك قناة واحدة و وحيدة تحتكر التوكيلات عنا  للمفاوضات مع الوزارة كما تحتكر النقل المباشر لتلك المفاوضات و هذا ما يساعدها في توجيه الحقائق بالشكل الذي تريده



الولوج للدفاع عن حقوق الضحايا ممنوع على الضحايا ،انه عقار منقول في ملكية النقابات و في ملكيتهم و يستفيدون منه المنحدرين منهم و من سلالتهم ... و الذين يحملون ملامحهم البشعة ، و هم من يوزعون خدماتهم على الكل سواء قبلوا بهذه الخدمات أو رفضوها . و ما داموا الجهة الوحيدة التي تمثل و تنتف شعرها من أجلنا ، وجب علينا شكرها لما أوصلتنا إليه ...نعم نشكرها على كل المظالم التي يصعب حتى على ديوان المظالم تصحيحها و ذلك لصعوبة تجريم من أوصلنا إلى ما نحن عليه
السلم 11 هو أعظم شيء تجود به القدرة الوزارية بمباركة الحكمة النقابية ، إذا لم يكن عندك هذا السلم سارع الى اقرب مكتب نقابي و تنقب مع إخوتك ابحث عن  السلم فهو موجود خارج المدرسة لا داخلها  . و إذا كان عندك فيمكنك إن تزيح الكرسي قليلا إلى الوراء و ترتاح  .و تذكر شكر الوزارة التي  حولتك  من رجل تربية و تعليم إلى أرقام ، فهي من الممكن  ان تذهب بعيدا و تحولك الى مجرد  أصفار في متاهات الأنظمة و التقاعد .
شكرا لكل  ما قدمته النقابات للضحايا  من دعم ثمين  سنقدم لها صمتنا  الذهبي


( اذا استطعت اكتشاف الشيفرة السرية للفروق ما بين هاتين الصورتين فأنت صعب المراس و ربما كنت خارج المنظومة .)
النقابيون هم الأبالسة (ما كانوا ملائكة) الذين أرسلتهم الأحزاب و الوزارات من السماء ..جلبوا لأعمار الضحايا  سنوات لا تنسى من الإحباط و اليأس  ..و وضعوهم على الطريق المستقيم الى الممر الذي  لا يفضي في نهايته  ..شكرا لكم لأنكم لم تكونوا نقابيين فقط بل كنتم الأعداء  الذين يربتون فوق ظهورنا في محبة و إخلاص ...
أنا ممتن للحياة و للقدر الذي ساقني بين أيديكم و ممتن أكثر لهؤلاء النقابيون الذين ساعدوني في أخطر و أعظم مهمة في الوطن :التربية و التعليم و هم من الذين يساعدون بصورة نشطة لزراعة اليأس و الإحباط   في هذا الوطن .إذن فليس هناك من واجب يفوق واجب الشكر لهم
حصلنا على منفعة (جد خاصة و ليست عامة ) اسمها "الضحايا" يصعب علي أن أنسى واهب هذه المنفعة و علي أن أشكره ما دام صانع الجميل  يتعفف عن تذكير  المستفيد من الجميل . سلام تعظيم لنقاباتنا المتعففة التي تؤثر على نفسها و لو كانت بها خصاصة ,
شكرا للذين قذفوني بالمنجنيق المريب لقد جمعت كل  ما هطلت     به السماء من  أحجار لئيمة  و بنيت منها  بيتا أسميته " بيت الظلم  و تسكن فيه الان روحي.كنت أظن أنني حبيس زنزانة النظامين .كنت واهما  فمكاني  و زماني  مجازا سميا  زنزانة النظامين ،في أدبيات الزنازن هناك دائما أمل في الانعتاق ، اما نحن فلا امل لنا في التحرر ... هذا بيت أسسته و سأورثه  لأطفالي و سيهون الموت كما  كنت دائما الضحية المهان ، لاني  سأترك خلفي  لاطفالي  لهم قبرا في  الدنيا و بقايا ما يدل على أبيهم .أليس هكذا نفكر نحن  المغاربة ؟
وداعا مع كل المحبة و التقدير .لقد جهزتم حقائبي و ابتعتم تذكرتي و سفرتموني في القطار الذي لن يرجع أبدا :قطار التقاعد .شكرا لكل ما عانيتم من اجلنا و شكرا على اللفتات النبيلة نحونا في المناسبات ...و شكرا لعدم مللكم و تبرمكم من ملفنا الذي عمر طويلا يا الاهي و أطول منه صبركم ،ملف من القرن الماضي و بالضبط منذ 1985 حتى أصبحنا عن جدارة  نستحق الماركة المسجلة "ضحايا النظامين" منذ    1985  .

و لا أصدق نكرانكم لذواتكم و الأدب الجم الذي عاملتمونا  به  بدون إن تتوقعوا  مقابل أو امتنان ....هذا يدل على نبل و حكمة صبركم ،و أنا هنا نيابة عن أصدقائي الضحايا لأقدم الشكر لاولائك الذين جعلوا من نضالاتهم خياما تأوينا من البرد و الجوع و الظلمة . (و ربما لن يسمحوا لي أن انوب عنهم  ...لا يهم الكل يتكلم باسمهم حتى الذين ليسوا منهم )
أريد أن أرى الفرح في عيون النقابيين  و السبيل الوحيد إلى ذلك عند الإنسان المتعرض لفقد و تسرب  الأحاسيس  هو دغدغة عواطفه .لاني بشكركم سأرى الفرح في وجوهكم الكالحة من خدمتنا و هذا أضعف الإيمان .
هل أتوقع من أحد النقابيين أن يرد علي ب " لا شكر على واجب " ؟

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق