و كيف لنا أن لا نشكر النقابات ؟
زملائي الضحايا
أيها الحقول التي زرعت وهما وحصدت جورا.
كنت يائسا ظننتهم نسونا و طووا صفحتنا إلى الأبد ،لكن و الحمد لله ،فلا
زالوا يتذكروننا في النقابات و يزينون بقضيتنا لائحة مطالبهم. و سيقدمون قضيتنا كحبوب الحمص النيئة التي لا يلتفت
اليها احد فوق طبق الكسكس .
الأوضاع كانت دائما على هذا النحو الوزارة لا تعترف بالتواصل
المباشر مع المعلمين ، هناك قناة واحدة و وحيدة تحتكر التوكيلات عنا
للمفاوضات مع الوزارة كما تحتكر النقل المباشر لتلك المفاوضات و هذا ما
يساعدها في توجيه الحقائق بالشكل الذي تريده
الولوج للدفاع عن حقوق الضحايا ممنوع على الضحايا ،انه عقار منقول في
ملكية النقابات و في ملكيتهم و يستفيدون منه المنحدرين منهم و من سلالتهم ... و
الذين يحملون ملامحهم البشعة ، و هم من يوزعون خدماتهم على الكل سواء قبلوا بهذه
الخدمات أو رفضوها . و ما داموا الجهة الوحيدة التي تمثل و تنتف شعرها من أجلنا ،
وجب علينا شكرها لما أوصلتنا إليه ...نعم نشكرها على كل المظالم التي يصعب حتى على
ديوان المظالم تصحيحها و ذلك لصعوبة تجريم من أوصلنا إلى ما نحن عليه
السلم 11 هو أعظم شيء تجود به القدرة الوزارية بمباركة الحكمة
النقابية ، إذا لم يكن عندك هذا السلم سارع الى اقرب مكتب نقابي و تنقب مع إخوتك
ابحث عن السلم فهو موجود خارج المدرسة لا داخلها . و إذا كان عندك
فيمكنك إن تزيح الكرسي قليلا إلى الوراء و ترتاح .و تذكر شكر الوزارة التي
حولتك من رجل تربية و تعليم إلى أرقام ، فهي
من الممكن ان تذهب بعيدا و تحولك الى مجرد
أصفار في متاهات الأنظمة و التقاعد .
شكرا لكل ما قدمته النقابات للضحايا من دعم ثمين
سنقدم لها صمتنا الذهبي
( اذا استطعت اكتشاف الشيفرة السرية للفروق ما بين هاتين الصورتين فأنت صعب المراس و ربما كنت خارج المنظومة .)
النقابيون هم الأبالسة (ما كانوا ملائكة) الذين أرسلتهم الأحزاب
و الوزارات من السماء ..جلبوا لأعمار الضحايا سنوات لا تنسى من الإحباط و
اليأس ..و وضعوهم على الطريق المستقيم الى
الممر الذي لا يفضي في نهايته
..شكرا لكم لأنكم لم تكونوا نقابيين فقط بل كنتم الأعداء الذين يربتون
فوق ظهورنا في محبة و إخلاص ...
أنا ممتن للحياة و للقدر الذي ساقني بين أيديكم و ممتن أكثر لهؤلاء
النقابيون الذين ساعدوني في أخطر و أعظم مهمة في الوطن :التربية و التعليم و هم من
الذين يساعدون بصورة نشطة لزراعة اليأس و الإحباط في هذا الوطن .إذن
فليس هناك من واجب يفوق واجب الشكر لهم
حصلنا على منفعة (جد خاصة و ليست عامة ) اسمها "الضحايا"
يصعب علي أن أنسى واهب هذه المنفعة و علي أن أشكره ما دام صانع الجميل يتعفف
عن تذكير المستفيد من الجميل . سلام تعظيم لنقاباتنا المتعففة التي تؤثر على
نفسها و لو كانت بها خصاصة ,
شكرا للذين قذفوني بالمنجنيق المريب لقد جمعت كل ما هطلت به السماء من أحجار لئيمة و بنيت منها بيتا أسميته " بيت الظلم
" و تسكن فيه
الان روحي.كنت أظن أنني حبيس زنزانة النظامين .كنت واهما فمكاني و
زماني مجازا سميا زنزانة النظامين ،في أدبيات الزنازن هناك دائما أمل
في الانعتاق ، اما نحن فلا امل لنا في التحرر ... هذا بيت أسسته و سأورثه
لأطفالي و سيهون الموت كما كنت دائما الضحية المهان ، لاني
سأترك خلفي لاطفالي لهم قبرا في الدنيا و بقايا ما يدل
على أبيهم .أليس هكذا نفكر نحن المغاربة ؟
وداعا مع كل المحبة و التقدير .لقد جهزتم حقائبي و ابتعتم تذكرتي و
سفرتموني في القطار الذي لن يرجع أبدا :قطار التقاعد .شكرا لكل ما عانيتم من اجلنا
و شكرا على اللفتات النبيلة نحونا في المناسبات ...و شكرا لعدم مللكم و تبرمكم من
ملفنا الذي عمر طويلا يا الاهي و أطول منه صبركم ،ملف من القرن الماضي و بالضبط
منذ 1985 حتى أصبحنا عن جدارة نستحق الماركة المسجلة "ضحايا
النظامين" منذ 1985 .
و لا أصدق نكرانكم لذواتكم و الأدب الجم الذي عاملتمونا
به بدون إن تتوقعوا مقابل أو امتنان ....هذا يدل على نبل و حكمة صبركم
،و أنا هنا نيابة عن أصدقائي الضحايا لأقدم الشكر لاولائك الذين جعلوا من نضالاتهم
خياما تأوينا من البرد و الجوع و الظلمة . (و ربما لن يسمحوا لي أن انوب عنهم
...لا يهم الكل يتكلم باسمهم حتى الذين ليسوا منهم )
أريد أن أرى الفرح في عيون النقابيين و السبيل الوحيد إلى ذلك
عند الإنسان المتعرض لفقد و تسرب الأحاسيس هو دغدغة عواطفه .لاني
بشكركم سأرى الفرح في وجوهكم الكالحة من خدمتنا و هذا أضعف الإيمان .
هل أتوقع من أحد النقابيين أن يرد علي ب " لا شكر على واجب
" ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق