الخميس، 21 ديسمبر 2017

لماذا يسقطُ مُتْعبُ بنُ تَعْبَانْ في امتحان الوزارة و النقابات و حقوق الإنسانْ؟


لماذا يسقطُ مُتْعبُ بنُ تَعْبَانْ في امتحان الوزارات والنقابات و حقوق الإنسانْ؟


إلى زملائي ضحايا النظامين الى زملاء نادي الشقاء  ...و اللذين أراهم في المرآة كل صباح ...أتأمل ذاتي فيكم و يكتمل موتي .

 

معلمون و مربون .. دُونَما وَطَنْ
مُطَاردُونَ كالساحرات
على خرائطِ برامج تلتهم العقل و  الزَمَنْ
مُسَافِرُونَ دُونَ أوراقٍ
ومَوتى دُونما كَفَنْ
نحنُ ضحايا العصرِ.. كلُّ نقابيٍ
يبيعُنا، ويقبضُ الثَمَنْ
نحنُ عبيد القسم ِ، يُرْسِلونَنَا
من فرعيةٍ لفرعيَةٍ
من قَبْضةٍ لقَبْضةٍ
من وزير هالِكٍ لوزير مالِكٍ
من ممر يضيق الى ظلمات  الوَثَن
نركضُ في الشوارع  كالكلاب  كلَّ اعتصامٍ
و عبثا نصرخ بما فينا
و لا أحد أخرجنا  إلى العَلَنْ
نبحثُ عن نقابةٍ تَقْبَلُنا
نبحثُ عن جهة تساعدنا
نبحثُ عن وزرةٍ تستُرُنا
وعن رغيف و  سَكَنْ
وحَولَنا أولادُنا
منعوا من المنحة و الدراسة
احدودبت ظهورُهُمْ، وشاخُوا
وهم يفتشون عن ما تبقي من مهن
وهُمْ يُفتّشونَ في المعاجمِ القديمَهْ
عن جَنَّةٍ نضيرةٍ اسمها المدرسة
عن كِذْبَةٍ كبيرةٍ  كبيرةٍ
تُدْعى  تربية الوَطَنْ
مُعلمونَ نحنُ في هوامش التعليم   للبُؤساءْ
قَهْوتُنا لونها ، لون سبورة سوداءْ
حروفنا  معجونةٌ بطباشير التعساءْ
تعبيرُنا. قرائتُنا
حسابُنا. أناشيدنا .
واجبُنا. تَضحيتُنا
زُهورُنا. قُبورُنا
جُلُودُنا مَخْتُومةٌ بخَتْم البؤساءْ..
لا أَحَدٌ يعرفُنا في هوامش  الصحراءْ
لا نَخْلةٌ. لا ناقةٌ.
لا وَتَدٌ.. لا حَجَرٌ
كنا دوما في فرعياتنا
رثاثين  من فصيلة مشاء بن مشَاءْ
أوراقُنا مُريبةٌ
برامجُنا غريبةٌ
فلا الذين يشربونَ النَضال  يعرفُونَنَا
ولا الزملاء  الذين يشربونَ الشقاءْ
مُعتَقَلُونَ
داخلَ النصّ الذي يكتُبُهُ  الوزير و  الفرقاء
مُعتَقَلُونَ..
داخلَ السلم الأدنى ، كما أريد لنا
مُعتَقَلُونَ..
داخلَ الحُزْن، وأحلى ما بنا أطفالنَا
مُراقَبون نحنُ في الفصل.. وفي المقر النقابيِ
وفي أرْحَامِ برامجِنا
حيثُ تلفَّتْنَا، وجدنا المخبرَ التربويَّ في انتظارِنا
يَشْرَبُ من حليب أطفالنا
يَنَامُ في مذكراتنا
يَعْبَثُ في لعب صغارنا
يَنْكُشُ في أوراقنا
يدخُلُ من أنوفِنا
يخرجُ من سُعَالِنا
لسانُنا مَقْطوعْ..
(على سنة التقطيعات )
ورأسُنا مَقْطُوعْ..
(على سنة الكفايات )
و طباشيرنا  مبلَّلٌ بالخوف والدموع
إذا تظلَّمنا إلى الوزير
قيل لنا في النيابة  مَمنُوعْ
وإن تضرَّعنا إلى ربِّ السَمَا
قال النقابي الملتحي : مَمْنوع
وإن هَتَفْنَا
يا حزب الجماهير ، كُنْ في عَوْنِنَا
يُعطونَنَا تأشيرةً  وعود من غَيْرِ ما رُجُوعْ
وإن طَلَبنَا قَلَماً
لنكتبَ للطفل  الانشودةَ الأخيرَهْ
أو نكتبَ للمتعاقد  الوصيّةَ الأخيرَهْ
قُبَيْلَ أن نَمُوتَ في ممر التقاعد  شَنْقَاً
ما التفتوا نحونا ، و غَيَّروا الموضوعْ
أيها التعليم المصلوبَ فوقَ حائطِ الكراهيَهْ
يا كُرَةَ النار التي تسيرُ نحو الهاوِيَهْ
لا أَحَدٌ من العطارين .. أو من بني رغِيفْ
أعطى لهذا الطفلِ الغارقِ بالنزيفْ
زُجَاجَةً من دمِهِ..
أو نضاله  الشريفْ
لا أَحَدٌ..من هاته الصفوف الغارقة في التصفيف
على امتداد هذه الخريطة المُرقَّعَهْ..
أهداكَ يوماً مِعْطَفَاً أو قُبَّعَهْ
يا طفلي المكسورَ مثل عشبة الخريفْ
مُقْتَلَعُونَ نحنُ المعلمون ،  كالأشجار من مَكَانِنا
مُهَجَّرونَ من أمانينا، وذكرياتِنَا و فصولنا
عُيونُنا ترنوا حزينة إلى أصواتِنا
ممثلونا آلهةٌ يجري الدمُ النضالي  في عُرُوقِهِمْ
ونحنُ لسنا الا  نَسلُ الجاريَهْ
لا سادةُ الوزارات  يعرفُونَنَا
ولا رَعَاعُ الحوانيت النقابيَهْ
ولا أبو النضال  يَسْتَضِيفُنا
ولا أبو الكراهيَهْ
إذا ضحكنا لعليٍّ مرةً..
تآمر علينا يوما مع  مُعاويَهْ ؟؟؟
لا أحدٌ يريدُنا
من بحر ألف و تسعة مائة و خمسة و ثمانين
إلى بحر الفان و ثلاثة
الى قبر ألفان و ستة عشر
لا المرابطون ، ولا القرامِطَهْ
ولا المماليكُ، ولا البرامكَهْ
ولا الشياطينُ، ولا الملائكَه
لا أحدٌ يريدُنا
في المدارس التي تقايضُ التربية  بالخواءِ،
والتعليم بالعملةِ،و الانسانية  بالكفاياتِ،
والتاريخَ بالقُرُوشِ، والإنسانَ بالذَهبْ
وشَعْبُها  الصغير يأكُلُ من قمامة الفكر
و من  نِشَارةِ الخَشَبْ
لا أحدٌ يريدُنا
في مدارس  المقاولينَ، والمضَارِبينَ، والمستَورِدينَ،
والمُصدِّرينَ، والمُلمِّعين جَزْمةَ الوزيرِ،
والمُثَقّفينَ حسبَ المَنْهَجِ المدرسيِّ،
والمُسْتَأجَرينَ كي يَقُولوا التربيةَ،
والمُقدِّمينَ للوزير عندما يأوي إلى فراشِهِ
قائمةً بأجمل الأهداف ِ
والموظَّفينَ في بَلاط الطباشير
والمُهرِّجينَ
والمُخوِّضينَ في دِمائِنَا حتى الرُكَبْ..
لا أحدٌ يقرؤُنَا
في مدارس  المِلْح التي تَذْبَحُ في العام
ملايينَ الأطفال فوق  الكُتُبْ..
لا أحدٌ يقرؤنا
في مدارسٍ
صار بها  "مقدمي " الدولةِ
عرَّابَ التربية و الأدبْ
مُسَافرونَ نحنُ في سفينة الأحزانْ
وممثلنا النقابي قُرْصَانْ
مُكوَّمونَ داخلَ السلاليم  كالجُرْذَانْ
لا مرفأٌ يقبلُنا
لا درجة  تقبلُنا
لا  هيئة تكرمنا
كأن كلُّ شهادات التقدير  التي نحملُها
أصْدَرَهَا عدو خطير
كلُّ الكتابات التي نكتُبُها
لا تُعْجِبُ مفترشي حصيرة  الوزير ..
مُسَافرونَ خارجَ الزَمَان والمَكَانْ
مُسَافرونَ ضَيَّعوا سنواتهُمْ..
وضَيَّعوا متاعَهُم، وضيَّعوا أبناءَهُمْ،
وضيَّعوا أسماءَهمْ، وضيَّعوا انتماءَهُمْ التربوي ..
وضيَّعوا أروع ما في المعلم
الإحساس بالحرية و  الأمانْ
فلا بَنو نضال  يعرفونَنَا، ولا بَنُو حيتانْ
ولا بَنُو حقوقٍ، ولا بَنو دكانْ
ولا بَنو (لينينَ) يعرفوننا.. ولا بَنُو (أردوغانْ ))
يا وَطَني: كلُّ العصافير لها منازلٌ
إلا العصافيرَ التي تحترفُ التربيَّهْ
فهيَ تموتُ خارجَ الأزمانْ...
يا وَطَني: كلُّ العصافير لها منازلٌ
إلا العصافيرَ التي تحترفُ التربيَّهْ
فهيَ تموتُ داخلَ الأقسامْ


على المتن :معذرة لتطفلي على نزار قباني و استحضاره لهذه النكبة :نكبة ضحايا النظامين 1985-2003 .

 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق