في حضرة الشاعر أحمد مطر
أخبرنا معلمنا العربي يوما
عن شيء يدعى التربية
أخبرنا
معلمنا يوما عن شيء يدعى علوم التربية
فسألت المعلم
بلطف أن يبسط و يتكلم بالعربية
ما هذا
اللفظ وما تعنى ..و كيف أن التعليم وحده ليس بتربية
؟
هل هي مصطلح
روماني أم يوناني عن بعض الحقب الزمنية
أم أشياء نهربها بلا جمرك أم مصنوعات وطنية ؟
فأجاب معلمنا
حزنا وانساب الجرح بعفوية
قد أنسوكم
كل القيم و التاريخ و الجغرافية
قد
نزعوا الذكاء منكم و الأحاسيس الإنسانية
أسفي أن
تخرج أجيال لا تفهم معنى التربية
و تكون
جيشا و ركيزة أساسية
للأحزاب
و النقابات و الأنظمة العبثية
لا تملك
سلوكا أو كتابا لا تحمل فكرا و هوية
و علمت
بموت مدرسنا قهرا ، ضحية لأنظمة
التنقيلات التعسفية و الزنزانات الفردية
فنذرت لئن
أبقتني في منصبي ،
و لم تقتلني غارات المراسم الوزارية
وكانت
لي بهذا العمر المشرد بقية
لن
أدخل نقابة أو حزبا أو اديلوجية
لأجوب بأكملها
كل الدواويرو الدواوين
وجميع المدارس العربية
بحثا عن
معنى التربية
و
لأفضح كل ما لم تقله المنصات الرسمية
عن
شعوب حرمت – قسرا- من التربية
نزعت
منها حرية التفكير ،هاته الهبة الربانية
نصبوا
عليها بحرية التعبير ..هبة شيطانية
فأبعدوها
عن كل ما يجمع قوما في بلد
من
روابط و أهداف جماعية
وقصدت نوادي
المقررين أسألهم
هذه
كتب أطفالنا و برامجنا المدرسية ...
يا
مخططوا سنواتنا القادمة : أين التربية ؟
فتواروا
عن بصري هلعا وكأن قنبلة ظلامية
ستنفجر
فوق رؤوسهم الغارقة في البلادة
وتبيد جميع التدابير الإصلاحية .
وزارني
مفتش مهرول من المديرية
يسعى وجلا وحكا همسا وبسرية
لا تسأل
عن هذا أبدا، أحرف كلماتك شوكية
لا
تكتب بالخط العثماني و لا الكوفي
و لا
تلقى قبول المنظمات الدولية
هذا رجس
، هذا شرك في العقيدة البيداغوجية .
و من
قال لك : برامج مدرستنا تحوى قوانين مخفية
تعلم ما لا يتعلم أبدا وتروى قصصا عدمية ؟
ويكون المارق
حضرتكم خارج عن النظم الوزارية
والمغير
على التربية معلم حامي التربية
ويلفق حولك
تدبير لإطاحة نظم رسمية
وبإفساد
عقول صغيرة و تحقير مقررات مدرسية
وبأشياء
لا تعرفها وخيانات للوطنية
وتساق إلى
ساحات الموت عميلا للعدمية
واختتم
النصح بقولته وبلهجته التحذيرية
لم أسمع
شيئا لم أركم ما كنا نذكر تربية
هل تفهم؟
عندي قروض في البنك
و أطفال
يدرسون بالكلية .
وذهبت إلى
شيخ البرامج لأسأله ما التربية
فتنحنح
يصلح ياقته وقطب أسارير مخفية
وتأمل في
نظارته ورماني بلحظات صرصر عاتية
واعتدل
الشيخ بجلسته وهذا باللغة الخشبية
اسمع يا
حديث العهد بالمهنة معناها
وافهم أشكال التربية
هي ما يمنح
المقرر يوما بقرارات وزارية
أو تأتي
مكرمة عليا من مؤسسات دولية
والسيريكون
بضوء وصايانا
ولأحكام التعليمات الرسمية
هي ليست
حقا و ليست ملكا
من قال
لك أن أصول الأمر هي عبودية ؟
ليست
مهمة ، حتى إنها ليست في وطننا أولوية
شعبية
وكلامك
عن ترهيب الطفل في سجون مدرسية
فيه مغالطة وبه رائحة خارجية كفرية
هل تحمل
فكر فوضوي ؟؟ أم تنحو نحو العدمية ؟
يبدو لي
أنك غر لا تفهم معنى التوجيهات الرسمية
واحذر من
أن تدرس بالمسماة " الأفكار الإنسانية
"
واسمع إذ
يخطط حكماءنا إصلاحات
تاريخية
هي نور
الدرب و منهجه وهي المرامي و الغايات العلوية
ما عرفوا
الباطل في القول أو في فعل أو في نظرية
من خالف
تعليماتهم سفها فنهايته مأساوية
لو يأخذ
راتبك أجمعه أو يسبي كل الذرية
أو يجلد
مصيرك المهني تسلية
وتصير
زيارة المفتش لك هوايات ترفيهية
أو يصلبك
القانون ويقدمك قربانا
للأنظمة التقاعدية
فلهم ما
أبقوا أو أعطوا لا يسألون عن أي قضية
في زمن الانحطاط
التعليمي و الأنظمة التعاقدية
ذات التعليمات
المقدسة فيها نفحات علوية
قد قرر
هذا يا ولدي في فقرات دستورية
لا تصغي
يوما يا ولدي لجماعات رومانسية
لا علم
لديهم لا فهما لقضايا العصر التجارية
يفتون كما
أفتى أفلاطون من غابر قرون زمنية
و أنا
لا اعرف ماذا يعرف أفلاطون عن التربية
تبا
لأفلاطون أول المارقين عن انظمة التكوين
المدرسية
ماذا
كان ليأكل شعبه الصغير لو عاش في عصورنا
الرقمية ؟
و أنت
من ضللتك مدارس ترفع لواء الإنسانية
و نسيت
أن البلاد تجري و لا تبقى فيها التربية
والفكر
يدور مع الأبناك كمجموعتنا الشمسية
وزمان القوم
استثماراتهم ، فلها من الشعب الجائع ألف تحية
وكلامك
معنا يا ولدي ليس كمي
يفتقر للقياسات
و الكفايات بيداغوجية
نقطة
الى السطر –يقول وزيرنا - ليس للحديث بقية
و سألت
النفس أشيخ هو؟
أم من أتباع سلسلة بنكية؟
ما شأن
تربية الطفل بقياسات نقدية ؟
ما شأن
تعليم الطفل بمؤسسات ائتمانية ؟
أو فرنسي
أو انجليزي أو سليل مجتمعات أوربية
أو قس يلبس
صلبانا أم من أبناء يهودية
و نظرت
ورائي كي أقرأ لافتة الدار المحمية
كتبت بحروف
بارزة و بألوان فسفورية
وزارة
المعارف و التربية الوطنية
هيئات الفتوى
والعلماء وشيوخ النظم البيداغوجية
من أحزاب
و دكاكين ونقابات جمهورية
و فهمت
لماذا نعيش زمان التيه العربي والحياة الدونية
تهنا في
متاهات يافطات مدرسية و نسينا طعم الإنسانية
و
تتبعنا خرائط طرق ما كانت يوما واقعية
و تركنا
طريق الطفل لقطاع طرق الأمم الصليبية
و
تركنا سبيل الطفل مكرسا للعبودية
و أغلق
باب الإفتاء في النظم التربوية
و
انتظرنا أن يدافع عنا أصحاب المتع الحزبية
فأتانا
عقاب تخلفنا وفقا للسنن الطبيعية
ووصلت إلى
بلاد أحفاد الرومان ذو الرؤوس الأطلسية
لأسألهم
عن التربية
فأجابوني
(سوري سوري ) بالانجليزية
نو تربية
نو تربية
فقط أهداف و كفايات معرفية
ما نحتاجه فقط معلومات تقنية
(ديزولي ديزولي ) بالفرنسية
لا
معلومات موسوعية
من يأبه ؟ كل ذلك توفره لكم مراكزنا العلمية
و بالمجان في إطار التعاون الدولي و التنمية
وسألت المغتربين
المنضويين تحت مظلات الألوية
وقد أفزعني
فقد التربية
هل منكم
أحد يعرفها
أو يعرف
وصفا ومزية
فأجاب القوم
بآهات
أيقظت هموما
منسية
لو رزقناها
ما هاجرنا
و تركنا
الشمس الشرقية
لقد محوا
كل المعلومات عنها
في مخطوطاتنا
الأثرية
أن التربية
أزهار وطنية
ولها رائحة
ثورية
كانت تنمو
بمجتمعاتنا
وتفوح على
الإنسانية
ترك الحراس
رعايتها
و
ذهبوا يرعون في الخارج
فرعتها
الشياطين التسمانية
و سألت
معلما من بلدي
هل تعرف
معنى التربية
فأجاب بآهات
حيرى
لا تسألني
فنحن رعية
و ذهبت
إلى صناع الرأي
وأهل الصحف
الدورية
ووكالات
وإذاعات
محطات تلفزية
و ظننت
بأني لن أعدم
من يفهم
معنى التربية
فإذا بالهرج
قد استعلى
وأقيمت
سوق الحقوق والحرية
و حقوقي
يطلب في أدب جم
أن تلغى
التربية على القيم الوطنية
و ان
الحقوق لا تتجزأ ما دامت كونية
و سفيه
و قح يصرخ
بمنع تداول
أسماء
و مفاهيم
تاريخية
والتحرر
من تبعات الماضي و من الإشكال النمطية
و
تلقين الصبايا ليكتشفوا حريتهم الجنسية
ابتداءا
من الأقسام الدنيا التحضيرية
أو ليس
هذا ما تفعله الآن الأمم الحضارية ؟
وتلاه ممثلة
مفزعة
لا أعرف
هل انس مثلنا أم جنية
لا
تخطئها عين أنها كائن من عوالم تحتية
وبصوت يقصف
نار
و قنابل
عنقودية
إن التربية
هي أن تشبع
نار الرغبات
الجنسية
فمن حق
الطفل أن يختار اللعب بالدمى
لتحقيق
ذاته بعيدا عن الصور النمطية .
و ظننت
بأني لن أعدم
من يفهم
معنى التربية
فإذا بالهرج
قد استعلى
وأقيمت
سوق الحرية
و خبير
دولي طالب في أدب
أن تلغى
المدارس العمومية
و بمنع
تلقين مواد لا طائل منها ليست تجارية
و بتغيير
في مفاهيم دينية
و سن بيداغوجيا
التعلمات التقويمية
كما
أمرت بها المؤسسات المالية
وتلاه امرأة
مفزعة من نخبة عصية
على الفهم كضباع الأدغال
الإفريقية
وبصوت يقصف
حقدا
بسهامها
اللولبية
إن التربية
أن تشبع
نار الرغبات
الجنسية
و هي
النضال الحقيقي و هي القضية
و لا
تهمنا إبادة مدن الرجعية
أو إبادة
مدن و قرى عربية
و نحن
أحرار فيما نفكر
نحتكم
جميعا لقوانين دولية
و
مؤسسات بحكمتها ، اليها
صيانة الأفكارو الثقافة و التربية
وهنالك
أمر دولي
و بضوء
الفتوى الأممية
تحمي التربية من قوم محافظين
راموا قتلا
للتربية
و يوجه
أن تبنى مدارس
في أقصى الجهات
النائية
ليستفيد
الجميع - خاصة الصبايا - من محو الأمية
و بأن يستورد
خبراء
في
تحرير الغرائز الإنسانية
و يتم
الاستعانة بنجباء
في ضبط
التربية
لتنقية
الشوائب من برامجنا
وإرساء
القيم الكونية
ينذر كل
من
كان يعادي
قيم التعليم
العلمانية
أو يفصل
بقطع دابره
عبرة
لكل الزمر الفوضوية
حتى لا تبقى أطياف
لجماعات
عبثية
وكلام السيد
راعينا
هو معالي
وزيرنا
فوق القانون
و فوق الحكم
وفوق الفتوى
الشرعية
ناديت أيا
أهل الفكر و الإعلام
أهذا معنى
التربية ؟
فأجابوني
بإستهزاء
وبصيحات
عربية
الظن بأنك
رجعي
أو من أعداء
الانفتاح و التقدمية
وانشق الباب
وداهمتني كائنات نقابية
رهط بثياب
إفرنجية و أفغانية
هذا لكما
هذا ركلا
ذاك بأخمص
بلشفية روسية
و
أخرجوني من النافذة
أعداء للتربية.
و ذهبت
بحالة إسعاف
لفصلي
في المدرسة الفرعية
كضبع
في البرية :
تسأل في
صوت مكفهر
هل أنت
جريح التربية
أن تطلبها
و تنسى راتبك
واسعد بالراحة
و الحرية
من طلب
منك أن تصل بالطفل
الى
المستويات الفلكية ؟
الويل لك
ما تعطيني
أتقاعس
يمنح حرية
يا وكر
الجهل ومصنعه
في أمتنا
العربية
فخرجت و
جرحي مفتوح
لأتابع
أمر التربية
وقصدت منظمة
الأمم
و
منظمة العلوم و التربية
ولجان العمل
الدولية
وسألت مجالس
أمتهم
والهيئات
البنكية :
أيها
المنتصرون في الحرب العالمية
يا من
جعلتم من انتصاركم
قانونا
للمستعبدين فوق الأرض الكونية
ميثاقكم
يعني شيئا
بحقوق البشر
الفطرية ؟
أو أن هناك
قرارات
عن حد وشكل
التربية ؟
قالوا التربية
أشكال
وجب
توحيدها على أسس كونية
تجارية
تفضيلية و
حسب البلدان
و حسب الدين
و حسب أساس
الجنسية
والأنظمة
بأكملها
والمعتقدات
الحالية
دينك
هو الإسلام و كذا وطنك
وولدت بأرض
عربية
هذا
مذكور في تراجم الحاسوب البابلي
تعليمكم
حددناه
بثلاث بنود
أصلية
في
الدستور لكم بند
للتعليم
و وزارة المعارف والتربية الوطنية .
و ما
شأنك أنت بالتربية ؟
وبرامج
مدرسية تظهر أنكم
أنهيتم
شكل التبعية .
ووقفت بمحراب
الطفل
لأسأله ما
التربية ؟
فأجاب بصوت
مهدود
يشكو أشكال
الهمجية
إن التربية
أن تتعلم
عبدا لله
بكلية
وفق
نموك و حاجياتك
ووفق السلوكيات
الإنسانية
لا حسب
قوانين من انتصروا علينا
أو تشريعات
استعمارية و تجارية
وضعت كي
تحمي نظاما
وتعيد إنتاج نفس الثقافة و القيم المجتمعية
ليبقى
الحال ما هو عليه
في
البلاد العربية
التربية
ليست صنما
يعبد
في مؤسسات مدرسية
ليست قياسا
ليست تنافسا
أو بداغوجيا
الادماج الباريسية
والتربية
لا تعطى من
هيئات الاستعمار
المالية
ومحافل
رعب وخداع
من تصاميم
الماسونية
هم سرقوها
منا ..و لا أعرف كيف يعطونها لنا؟
هذا جهل
عميق باللبرالية .
التربية
لا تستجدي
من سوق
النقد الدولية
والتربية
لا تمنحها
هيئات المؤسسات
الاجتماعية العالمية
التربية
نبت ينمو
بدماء و
تربة وطنية
تؤخذ قسرا
تبنى صرحا
ترعى بتفان
وحمية
تعلو باقلام
و كتب
وأطفال يعشقوا الوطنية
اسمع ما
أملي عليك يا معلمي
وارويه
لكل البشرية
عن
أجيال صغيرة كانت ضحية
إن تغفل
عن سيفك التربوي يوما
فانس موضوع
الحرية
و غياب
التربية بيننا
هو نصر
للدكتاتورية
والخوف
لضيعة أموال
أو
مناجم نفط
أو أملاك
أو ذرية
إياك
ان تكون في صف من خانوا أو لانوا
وأحبوا
المتع الأرضية
و
اصطفوا داخل تنظيم
ولم يعطوا
مهرا للتربية
لن يرفع
نيرون رأسا
إن كانت
بالتعليم تربية
فجيوش الطاغوت
الكبرى
تخشى كثيرا من يفكر بحرية
.
و من صنع
شعوبا غافلة
سمحت ببروز
الهمجية
حادت عن
منهج الحياة
لمناهج
حكم تسلطية
واتبعت
شرعة إبليس
فكساها
ذلا ودنية ؟
ليس إلا
غياب التربية
وجدة 31/12/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق