السبت، 5 أكتوبر 2019

ماذا حدث للدجاجة ؟

قصة للأطفال :




 كانت صديقتنا نضال لحرش في السابعة من عمرها لما ذهبت الى ريف تافراطة  بين دبدو و تاوريرت .
انها المرة الاولى التي ستقضي فيها أسابيع في منزل جدها وسط الطبيعة الخلابة و المترامية في هذا السهل الفسيح .و كانت فرصة ممتعة لصديقتنا نضال ، فمن جهة فصديقتنا  تحب الحيوانات و من جهة أخرى تجد متعة في  مساعدة جدها و جدتها في أعمال المزرعة .
كان منزلا منعزلا وسط حقول الشعير التي تحولت بعض سنابلها الى اللون الذهبي الجميل ، أغنام و بقرتان و دجاج و ديك هندي  حيوانات كانت تسكن هذه المزرعة الوديعة  .
كان البيت البسيط الذي تسكنه جدتها يتربع فوق رابية صغيرة. بجواره إسطبل تعيش فيه البقرتان و الأغنام في جانب ،أما سكان  الجانب الآخر فهناك تزعق الدجاج و الديكة بصوت صاخب ، البعض يصعد الى السقيفة الخشبية  ليضع البيض و البعض الآخر يمشي و ينقر حبات البذور الملقاة على الأرض .و كان هناك أيضا الديك الأبيض ذو الذيل الملون  الذي يوقظهم كل صباح  كجرس منبه لا يخطئ التوقيت .
كانت الجدة و الجد يزرعان قرب المنزل خس و جزر و نعناع  و قسبر و معدنوس كما زرعت في حدود المزرعة شجيرات تين و لوز .
كانت مهمة نضال إعطاء البرسيم للأبقار  و الشياه .و لم تكن تخاف من الحمار فقد كانت تمد له البرسيم بيدها و تراقبه يلتهمه بنهم شديد .و حتى الديك المفزع لم يكن يخيفها حينما كانت تصعد الى السقيفة عبر سلم خشبي لتجمع البيض و تضع  الشعير و الذرة و النخالة للدجاج.
و في صباح أحد الأيام دخلت نضال كالمعتاد ، و وزعت الحبوب كالمعتاد و هرول الدجاج ليلتقط الحب بنهم ، صعدت إلى السقيفة لتجمع البيض فلاحظت أن الدجاجة الحمراء جالسة في ركن منعزل و لم تهرع لتنقر الحب كباقي الدجاج ،فكرت نضال : لربما كانت مريضة ، ثم ابتسمت و قالت و من يدري فقد  تكون مضربة عن الطعام ؟ يجب التفاوض معها  . نفس الشيء سيتكرر في الغد و ستهرع نضال عند جدتها قلقة ، حينما أتت الجدة إلى الحظيرة كانت أكثر هدوءا . أفهمتها أن الدجاجة بخير و ما تحتاجه في الوقت الحاضر هو الراحة و عدم الإزعاج .وأضافت  : علينا الانتظار بضعة أسابيع فقط . لكن نضال لم تكن هادئة و لا مرتاحة و هي ترى يوميا  الدجاجة  قابعة في مكانها .
تركت نضال الأيام تمر ، و واصلت رعاية الحيوانات بنفس الهمة و المتعة  كما كانت تفعل دائما .
عندما مرت ثلاثة أسابيع ، ذات صباح دخلت و وضعت الحب في الصندوق الخشبي الطويل ، رأت الدجاجة تنظر إليها و كأنها تريد الحب و كان صوتها مختلفا . اقتربت من الدجاجة فرأتها تحتضن خمسة كتاكيت صغار جميلة و وديعة  ذو ريش ناعم جميل . كانوا ينامون فوق القش و يتبولون بلا توقف .
فرحت نضال و جرت مسرعة لتخبر جدتها .
- ماذا حدث يا جدتي ؟
- كان على  الدجاجة  أن تحضن البيض و لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع . و تمنحه الحرارة اللازمة حتى توفر الظروف الملائمة لينمو الكتكوت داخل البيضة ، و يصبح كبيرا و قويا بحيث يمكنه كسر قشور البيضة و مغادرتها .
قضت نضال الصيف و هي تراقب الكتاكيت تكبر يوما بعد يوم ، و فكرت أن هذه الكتاكيت ستصير يوما  دجاجات تلد بيضا لتفقس كتاكيت 
 هذه سنة و دورة الحياة .

توضيح لا بد منه : تم ادراج الاسم الحقيقي  لصديقتنا نضال لحرش لتكون بطلة القصة  تقديرا لاجتهادها المتواصل و عملها المتميز داخل مجموعتها  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق