الأحد، 26 يناير 2020

رحلة الصمت



إلى المعلمين العظماء الذين ضربوا على قفاهم ..
إلى الذين احدودبت ظهورهم
و أرجعوهم إلى الوراء
الى ضحايا النظامين


هي رحلة للصمت
و الأكيد ستكون الأخيرة...
قبل أن تتوقف عقارب الوقت .
هكذا أصبحت تحتل السكون
ثم لا ترى شيئا و تسدل الجفون
و لا تدري ما تشكل فيك
من نهايات تدكك   إلى حد الموت .
أرقام خشنة تفتق جلدك
ازميل و مطرقة ينحتان تمثالا
 من هيكل عظمي  لمعلم
صنع لهذا الحاضر المعجزات
و ضباع الغابة تحاصرك  
غير عابئة بما تبقى لك فوق الارض من لحظات
لا ترحم لا برعما ...
و لا هذا الهيكل  الطبشوري  المحنط
بلا حركة و لا صوت .
و ثعابين الظلام التي آويتها
حفرت غيران في أرضك
 و تقاسمت معها الكسرة و الفراش
هي التي تحيلك الآن  على المعاش
 يا أستاذي ..كل ما أمامي يحتضر
ما عاد الصمت ينتظر  
هو أيضا يزحف لحدود الكلمات
و سيرغي و سيزبد مثل عاصفة
و يكسر كل الأبواق و كل  الصفارات
هذا الصمت يهب ريحا
لينفخ في الهيكل العظمي الذكريات
و يبحث عن مفقودين
ما شملتهم خانات  الكلمات المتقاطعات
تخلى عنهم قطار التعليم المتهرئ
و سكته الحديدية المجعدة
و إشاراته الغريبة ,.
في كل مرة تبتسم فيها المطارق
و تنصب في الفصول  المشانق
و تفزع الطيور هاربة
من رصاص المجانق :
يدافعون عن الصمت .
و يؤيدون الرجوع إلى البيت .
و يختبئون وراء النوافذ المكسورة
أشعر بغصة حادة في حلقي
حينما أعيد عقارب ساعة رملية الى الوراء :
نفس الصورة الحزينة تتكرر
في ساحة باب الرواح
الجميع سيرتدي نفس الصمت .
يتحدثون عن دورة
تستنزف ما تبقي للهيكل العظمي من ركض
و حاجز رهيب و مخيف
يشير إلى ما لا نهاية ..
نهاية المسار للسكة المتهرئة .
ارفع يأسي تجاه حطام  الوقفة الاحتجاجية .
أجلس منتظرا فوق المقعد الممزق .
كل الأحلام ألغيت بجرة قلم
في آخر محطات القطار
و حرقت آخر ما تبقى من فحم ذاكرتي
الآن أحتاج هذا الصمت
أحتاجه ليسافر في دمي
لأنني في عداد المقودين
مدرج منذ زمن بعيد
في قوائم الموت .
شتاء 2016


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق