ساقية لمصلى
يجري الماء نشوانا في الساقية الآمرة
رأوه في " بورواض "
بعد عناق ودع الواد
بعد عناق ودع الواد
و مشي الهوينى يحمل
حلم الأجداد .
و تسأله عيون طفلة صغيرة حائرة
أتيت تجري من " رأس الواد " ؟
أنا ؟ أنا يا بنيتي
أنقل لك رسالة الثلج
في صرخة الشتاء الباردة
و جبال " الكعدة " الماطرة .
و يمر ب " بحيرة الجامع "
ذات الأشجار الناضرة
فتسأله اللوزة الحزينة
لماذا تتركنا يا صاح
و قد جمعنا من القرابة و الآصرة ؟
و تسأل رمانة قانية
إلى أين أنت ذاهب أيها الصفاء
أما يكفينا أيام الربيع السائرة ؟
ذاهب إلى حيت يجب أن أذهب
لأصلح ما أفسده الجهل
و دورات الهاجرة .
و سريعا يغادر تين "جنان العلواني "
ليقتحم منزل "عمي بلحاج "
و يلقي التحية على أطلال روما الضامرة ،
و تضيع تحيته في غمرة
أصوات الزمن الهادرة
و توقفه النساء و تحلو المجالسة
حول الغسيل و الأسرار و الأغاني
و يودعهم و يمر و لا يتبرم
من وسخ الثياب و القمامة العابرة .
يلقي التحية بلا شك على مجلس "الزاوية "
و لا شك سيتحسر كثيرا
على " سيف بن ذي يزن " و" السيد علي "
والأيام الخوالي الغابرة .
و حينما يصل الى الرمانة الحامضة
يتوقف العصفور عن إنشاده
تحية لمن فارق الخيام العامرة
و اختار ممر الابطال
ليعطي حياة جديدة
لساكنة الأرض الخائرة .
سيمر من "الحرشة
" الفاترة
تحت شمس غشت الحارقة
حيث يتحد الفراغ
و مجالس الورق العامرة
يتوقف قليلا في "الماجن "
لتسبح فيه أجساد بضة
تحتمي من الهاجرة .
سرعان ما يعاود الرحيل
و يدخل ملكوت " مزوغ "
فيتنفس الجميع الصعداء
و يستقل الكل قطار الحياة
و يستقل الكل قطار الحياة
حتى النباتات الهامشية العاقرة .
و فقط في الآونة الاخيرة
جاء التبأ الحزين
مع بريد الشمس
أصبحت الساقية تمشي خائرة
في أخر أيامها
رأوها في يوم تندب لحظاتها العاثرة
سآلوها أين أولادك ؟
أجابت تفرقوا في المدن المسافرة
ربما سيرجعون يوما
و لن يجدوا قريتهم الضامرة .
الثلاثاء، 28 أبريل 2020
هوامش : المصلى دوار في دبدو
" بورواض "- " رأس الواد " -" الكعدة " -"جنان العلواني " - "عمي بلحاج " - "الحرشة "....ألخ . أماكن توجد في دبدو .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق