كن ضحية من ضحايا النظامين
قد تصاب بالعيوب والقلق والغضب في بعض الأحيان ، لكن لا تنس أن حياتك
التربوية و التعليمية هي أكبر عمل تجاري في
الوطن : سلعتك صالحة مدى الحياة لا تتاثر بالمكان و الزمان و لا تفنى . تقاسمت
الذكاء و المهارات و التجارب بلا حدود .
مهنتك الشريفة التي مارست طول حياتك ، أنت فقط تستطيع منعها من
الانحدار. هناك الكثير من الأشخاص الذين يحتاجون إليك ، انظر حواليك هؤلاء الأطفال
(مواطنين –صغار- عزل ) الذين يتعلقون بك يعجبون بك ويحبونك .
أود أن تتذكر دائمًا أن التضحية لم تكن تعني عدم وجود سماء بدون عواصف ، وطرق بدون
حوادث ، ومستقبل للأطفال بدون تعب ،
وعلاقات إدارية بدون خيبات أمل.
أن تكون ضحية للنظامين هو أن تجد القوة
في عدم المغفرة لمن أنبتوك فشلا لمرات
عديدة
أن تكون ضحية النظامين هو أن تجد الأمل
في المعارك بدون وسيط يدس لك السم و يختفي حول أنغام الكراسي الموسيقية
أن تكون ضحية النظامين أن تجد الأمن في صندوق الخوف الذي تدسه داخلك و
الذي لن يخدعك
أن تكون ضحية النظامين هي أن تجد التربية و التعليم و الحب في الخلافات فقط
...ما عدى هاته الاشياء هي غير طاهرة للمثول أمام مدائح التربية و التعليم : مجتمع
المواطن الصغير .
أن تكون ضحية النظامين لا يعني فقط أن يقدر الجمهور المفاوض ابتسامة المربي ، ولكن
أيضًا التفكير في الحزن العميق الذي خلفوه داخلك .
لا يقتصر الأمر على إحياء ذكرى الحدث الاحتجاجي فحسب ، بل يجب يتعلم الدروس من الإخفاقات التي عمرت من القرن
الماضي .
لا يقتصر الأمر على الاستمتاع و التصفيق فحسب ،مطلوب
محاسبة و حساب و إبعاد كل من ساهموا في
إهدار مصيرنا المهني
أن تكون معلما من ضحايا أغبى
الأنظمة و أحقرها في التاريخ التعليمي شيء لا يفقدك صبر المعلم و المربي يجب أن
تدرك و بسرعة أن الحياة تستحق العيش ، على الرغم من كل التحديات
النقابية و الإدارية وسوء الفهم وفترات الحروب
والأزمات التي أجبرنا على الدخول فيها و دفع تعويضات الحرب من جيوبنا و
كسرتنا و دوائنا و من أيامنا .
أن تكون ضحية نظامين لا تظن أنه
عبث للأقدار ، الأصح أنه مصيرا مصيريا حدد من
أجلك . بل غزو لجسم خارجي تعلم كيف
يسافر داخل كيانك و يترك بيوض اليأس تقتات منك.
أن تكون ضحية النظامين هو أن تتوقف عن الوقوع ضحية للمشاكل وأن لا تصبح ممثلًا في قصتك التعليمية لان ذلك ما
يرمون إليه .
لقد فرض عليك عبور الصحاري خارج الذات
، ولكن أتنسى أن البوكماخيون الذين وصلوا الى نقط لم تدل عليها الخرائط و لا اشارات
المرور؟ هم الآباء المؤسسون لفرعيات مدرسية من العدم ، لهم القدرة
الغزيرية على إيجاد واحة في أعماق أرواحنا.
لقد شكرنا الله كل صباح على معجزة الحياة و نحن في
فرعياتنا نعبر الزمن .و تمكنا من البقاء أحياء رغم الجوع و الظلمة الباردة ...و
فساد الإدارة.
طبعا لم نكون آخر زماننا
و لكن لربما فعلنا ما لم تفعله الأواخر
و نسينا البرلمان و نسيتنا المساطر
و نسينا الزملاء و سحبوا من تحتنا
الحصائر
و نسيتنا الدولة ، رغم كوننا ممثليها الوحيدين في المداشر
الحقيقة أنك كنت وحدك : يحرقونك مثل السجائر
و لم تكن تعرف كيف تتحدث عن نفسك
حينما كنت تتحدث الركاكة النضالية
كانت تنهشك عديمات الضمائر .
أن تكون معلما مظلوما هو أن تدع المخلوق
الحر الحزين السعيد ، البسيط الذي يعيش داخل
كل معلم منا يطير و يحلق فقط باجنحته الخاصة جدا .
نضج الجرح و نضجت معه لتقول "كنت مخطئا حينما ائتمنتهم ".
إنها الجرأة لقول لزميلك لك يبكي " لن نسامحهم".
إنها حساسية للتعبير عن "أنا
معلم أطهر منهم لست بحاجة إلى عديمات الضمائر ".
إنها القدرة على أن نقول لهم "أصبحنا نكرهكم و لا نريدكم أمام بابنا ".
أتمنى أن تصبح حياتك حديقة ( ربما مدرسية ) مليئة بفرص الحياة لتكون
سعيدًا ... فأنت في ينابيعك الفلسفية التعليمية من محبي و محترفي الفرح الطفولي البريء . في الشتاء و الظلمة الباردة تحتضن
كتاكيتك ، أنت صديق الحكمة. و حتى عندما تخطئ في الطريق ، تنهض متأملا و تبدأ من جديد. حسنًا أيها المبجل ، من ينكر لك هذا الشغفً بالحياة؟
لا يجب أن
نكبر و نهرم في يأس كما يريدون
.حياتنا ماضية مثل ساقية صغيرة لن ترجع
الى الوراء يجب أن نكتشف مغارتنا الداخلية .
أن نستوعب أن السعادة لا تعني أن تكون لدينا حياة مثالية. فنحن طول حياتنا نستخدم الخسائر لصقل
الصبر.
نستخدم كل العيوب التي مررنا بها لننحت الصفاء.
لا تيأس أبدا. لا تتخلى أبدا عن زملائك ضحايا النظامين الذين عايشتهم .
لا تتخلى عن السعادة التي لا يفهمها عديموا الضمائر و الجهال : أنت مربي و الضامن الأول للمستقبل ، لأنك الإحساس بهواء الحياة الذي لا بد منه. أنت مواطن مميز!
15-05-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق