استهلال
حسنًا ، نعم ، أقر بذلك..
صدقت وهمي الذي هرم معي
الآن بعد أن ارسلوني للتقاعد
أمشي متثاقلا ببطئ
و هذه الريح الماكرة تهزمني
و لكن لا بأس يا بني
سأجلس فوق كرسي من رماد لاعترف
اعترف حتى بما لم اقترف
وما هو التعليم؟
قوة هائلة أجابني الحكيم
كنت أظن ان التعليم مهنة النبلاء
و انني الموكول اليه تعبيد الطريق الى الضياء
الطريق المظلم للمنحدر الخشن
لمن يلمس الرمل و يرى
لمن يغرس التأمل العميق و يرى .
كنت فلاحا أجعل الزهور تنبت في طريق الصغار
و اجعل من الامل روحا تشرق مثل الهزار
و أراقب متطفلون سياسيون على الجمهور
الذين ادعوا انهم - بدوني - يصنعون عالما افضلا
تركوا فوق وجهي الممسوح المنهار
تقرحات الحزن المنسي والقشور المرعبة
و النشيد الذي ضاع صعودًا نحو الصمت
أكنا أجساد بلا ذاكرة نائمة في ظل منحدرات الاندثار ؟
يا الاهي
لهم قدرة رهيبة على التلاعب بمصائرنا بلا رحمة .
1 الخيبة :
وا خيبتاه ..ايها الزميل المنسي
لقد كنا وحدنا في الزمن المدرسي
كنا معلمين وحيدين مثل الريح
تعوزتنا الكلمات و نمشي الهوينى
في فصول حزينة مقفرة .
و لا أحد بجانبنا يتلقفنا اذا سقطنا .
2 القصيدة :
بالتأكيد لم أقترب من كتابة
قصيدة واحدة بربع جودة
معلم هرم يصيح في " باب الرواح .
و لم يلهمني جنوني الجميل
أو أحلك أحلامي وأكثرها تعقيدًا حتى النواح
طرق أبواب ماركيز ليبيعني صفحة من
مائة سنة من العزلة .
أو الكولونيل الذي لا يكاتبه احد
لاكتب عن لغة نضالية رديئة
مجرد شبه جملة من الكلام المباح
تفضح هذا الغزو و هاته النكبة .
لم يلهمني
عشقي الادبي الحزين ، الموقع بآلاف
الساعات فوق حصيرة الحرمان
لم يجعل مني أن اكون
و لو شاهدا ثانويا في محاكمة كافكا المدان.
الآن مطلوب مني أن لا انظر ورائي
مطلوب مني أن أغادر الميدان مهان
و لم يتبقى لدي أي شيئ تقريبا
فقط بعض الحزن في المقهى
و قراءة كتب اريد قراءتها مرة اخرى
قبل أن تنطفئ شمعة الزمان .
3 ممثل نقابي
الذي كان متناقضًا و مثيرًا للصياح
مثل حصان لاحم يا صاح
لقد كان معنا قبل أن يصير نقابيا
كلبا لا يتوقف بيننا عن النباح
(و نكاية فيه أو فينا ...ليتني أعرف )
للتخلص منه
قدمناه للترشيحات النقابية
فصوب فأسه الى مكعبات هرمة تحمل
تمثال التعليم المنهار .
4 نعم صحيح :
نعم ، صحيح ، لم أتمكن من العيش بكرامة ،
على الرغم من أنه كان من دواعي سرور معلم بوكماخي هرم
أن يحصل على اعتراف
اعتراف كرجل لا غنى عنه .
أنا الذي هرب مستقبلكم من الجحيم
بين ناطحات سحاب من الأخطاء التنظيمية والانهيارات النضالية ،
بين الفلسفات الصريحة والملابس الداخلية للاحزاب عديمة الحياء
و خنادق الجرائد الخائنة
والموت من النسيان الوزاري
والآفاق النقابية الوقحة ؛
أنني حصلت على مخزون من الأقفاص وعقود مستقبلية لا
تُحتمل بمدفعية خيبة الأمل ...
5- ممثل نقابي
وهذه ليست أشياء جديدة
من كان ينبح قربنا قد رحل
سمح له إدمانه للحوم و الحلويات
وروائح علب الليلية الزائفة
بكسب دريهمات
في تجارة النيابة المربحة ،
كما أن عمله في تجديد الفروع النقابية
وطد علاقته الكحولية
مع عضو المجلس الوطني
و مع مدير فرع البنك .
و في الاخير ...ماذا ؟
جلبت أصفار من حسابه المصرفي
إلى تلك الخاصة بحساب صاحب الخمارة.
طبعا مناضل كحولي ، لا أصدقاء له
فقط غرباء ذو شعور مستعارة
ونظرات مشبوهة موحية .
6 – صحيح ايضا :
لم أستطع قط أن أحل مشكلة
كسرة الجوع في قسمي
و لم أستعمل فوق الوجوه " كريمات " الكفايات .
لم تجعلني خلفيتي التربوية الجيدة مقدسا ،
ولم تجعلني حسناتي مستحق لمفتش شيطان ،
ولا قذفاتي الطائرة للواقعية السحرية .
لقد كنت مهزوما بآلاف الأهداف
و رقما صعبا تخشاه كل الاطياف .
ومن الواضح أنني لم أفز أبدًا بأي امتحان مهني
أو أن مواهبي التربوية ابتكرت شيئًا آخرا
لـتأمل باولو فريري أمام "غيرنيكا" بيكاسو ،
أو وقفة نيرون فوق روما و هي تحترق
ولا ، بالطبع ، أوصلني يأسي
الى بواب صغير جدا في "باب الرواح "
المعقل الرهيب للوزارة و النقابة
فقط اوصلني الى فرعيتي المنسية ،
و الى بعض مجالس الحزينة للمقاهي في مدينتي .
7 – لمن تنادي ؟
يا زعيم الصفوف النقابية الحالمة
أين أخطأت أمام سعادة العداد !؟
و كيف توقفت المحابر لتكتب اسمي
و انكسرت الريشة و جف المداد ...؟؟؟
8 – الحقيقة ؟
الحقيقة الصادقة هي أنني اضطررت إلى قبول
بعض أنصاف الاعترافات الحزينة على هامش منتديات حوارية ،
و من وزير اسمه الوفا .
اللعنة على المنصة التي تبولوا علي منها
و ضربوني على القفا
بينما أمر التحالف الوزاري النقابي باغتيالي
عشيرة رؤساء السياسيين قسوة وقبحًا ،
أخرجوا مناضليهم من القبور ليلتهموا الاحياء
بقيادة عصابة من العقول المضحكة ،
يتقدمهم رجل أعمى مذهل
يداعب مسبحة صينية
قدمها للجمهور بعيون لا تُنسى
تقريبًا و كانه من كوكب آخر
- قهقه مع كلماته -
وسط حلبة مصارعة الديكة.
9_ في الواقع ؟
كما أنني امتلكت أفضل قصر صغير
مع مطبخ أمريكي في زاوية القسم ،
و تلقيت زيارات كثيرة من الثعابين و العناكب
تلقيت أكثر من خدمة من الجوع و الحرمان ،
و أغرقتني الصحف و الالسنة الخائنة
و السياسيون المتعصبون في وحل السخرية .
لكن الأهم من ذلك كله ،
أنني أحببت
الكثير من الأشخاص الرائعين ،
مثل شروق الشمس
على بطاقة بريدية على شاطئ "منكوب عين الشعير"
و غروب شمس على ضفاف "وادي زا ".
... ولم تنل مني الخرخرة المناسبة أو اللعق
- وهي إشارة ادارية -
عندما كان التعليم يتسرب ... فجرت
مرآتي السحرية القديمة
(والمؤمنة في عرفي التربوي )
دون سابق إنذار الى عشرات الشظايا
و في آخر النفق رأيت
انني معلم
و سأكون اكثر نفوذا في حياة العصافير
على الهامش : باب الرواح 2014 في وقفة لضحايا النظامين ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق