الى زملائي ضحايا النظامين العنصريين ..الى تربش مختار
1-
يا شيخنا يا مختار ...
يا من كان أولى بمفاتيج الدار
كما ترى يا ابن عمي
الأمور عندنا
لا تسير الا بمنطق مكار
لقد حذرت في بعيد السنوات
عن جحافل المغول و التتار
و طرقت الفصول و البيوت
تحدرهم من عمر يذبل و يموت
و ارض قفراء بلا ديار
و كنت و زرقاء اليمامة
وحدكما نديمين لهذا البوار
2-
و ها نحن يا مختار
كما ترى جنسنا بعناية مختار
تنهش فيه التماسيح و الفئران
بلا خوف و لا ندم
و كل شيء يجري في وضح النهار
و على مرأى القوم
يختارون أضعف ما في القطيع المحتار
و لم نعرف ما الذي جرى
كنا نمشي جنبهم ..و فجأة
انقضوا علينا كالتتار
و قالوا نحن أصل الطاعون
و البلاء السماوي للاندحار
و اتفقوا على بتر الجذام
لتنتعش البورصة
و يعود التوازن ... و الاستقرار
لحيوانات مرضى بالطاعون
و بين غائب و حاضن
و منافق و مداهن
لم يجدوا قربانا سوى الحمار
لقد بدا في ارذل العمر و أخر الزمن
فمن غيره سيذفع الثمن ؟
3-
و كما ترى شيخنا مختار
ذئاب لم تكتفي بسنوات عمري
ها هي الان رويدا رويدا
تحرق جسدي للادخار
كيف أحمل كل هذا العار
بعد هذا العمر المشرد
و يوما بعد يوم جرحي يتجدد
و أنا اتراجع يوما بعد يوم الى الجدار
4-
يا شيخنا مختار
لا شيء كان عبثا للأقدار
كل شيء خطط و رتب
و بعناية وضع في اطار
زملاء مشوا جانبي
تلاميذ درسوا في فصلي
هم الان خارج الأسوار
و لا أحد سمع صراخي
و لا أحد سمع بالقصة الحزينة للاحتضار
لعل دورهم لم يحن بعد
و دور أبنائهم و أبناء أبنائهم
الذين سيولدون من أرحام الانكسار .
5-
يا شيخنا مختار
قل للزملاء البيادق و الأحجار
انه في قريب و ليس بالبعيد
ستستريح منكم أجيال
و لن تبقى الا صوركم في الاطار
قل لهم يا مختار
انهم و لو تسلقوا سلاليم الدنيا
ليعلموا أن الكل مهرول في انحدار
قل لهم انه في يوم الحساب
لن يدخلوا عباءات شيوخهم
و لن تلتمس لهم أعذار
6-
يا شيخنا مختار
النقابات ليست الا
طوب و طوب و طوب في الجدار
الذي يخفي عنا الشمس
و يحول بيننا و بين ضوء النهار
7-
(مقطع خاص بكافكا وحده دون الضحايا لا ستبعاد التأويل)
القصة و ما فيها يا مختار
أن الكل استطاب الركوب فوق ظهر الحمار
بعد أن تأكد و بالملموس
أن لا أحد قادر مثله على حمل العار
و قد صمد أمام كل
المحاولات من التجريب و الاختبار
لا يركل لا يعض
و لا يتطلب الا القليل ....باختصار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق