الاثنين، 17 أكتوبر 2016

درويشيااااااااااااااااات .....

يا أهلَ التعليم ….الوداعا
شكرا ً لكُلِّ مدرسة ٍ حملت نفسي المجهد
لتضيءَ للفقراءِ عيدَ الخبز ِ ,
أو لتضيءَ للوزير وجهي كي يرى وجهي
و يرتديَ الخداعا .
شكرا ً لكلِّ نقابة ٍ غَطَّتْ يديَّ


وَجففت شفتيَّ
حتى أعطت المرابين بابا ً …أو قناعا .
شكرا ً لكلِّ مسدَّس ٍ عجل برحيلي
بالتكريم وبالزهور ,
وكان يبكي أو يزغرد ما استطاعا .
يا دمعة ً هي ما تبقّى من تربية ٍ
أسندُ الذكرى عليها …….والشُّعاعا .
يا أهلَ التعليم الوداعا !
اليوم أكملتُ الرسالةَ فانشروني , إن أردتم , في القبائل ِ توبة ً
أو ذكرياتٍ
أو شراعا .
اليوم أكملتُ موتي َ فيكُمُ
فلتطفئوا لهبي ,إذا شئتم , عن الدنيا ,
وإنْ شئتمْ فزيدوهُ اندلاعا
أنا لي , كما شاءتْ خطاي
حملتُ روحي فوق أيدي الفراشات ٍ ,
وجسمي موطئاً ليكمْ ,
وموتايَ اندفاعا
يا أهلَ التعليم …الوداعا .
هذا دمي , يا أهل التعليم ,ارسموهْ
قمرا ً على ليل ِ الوطن
هذا دمي – دمُكم خذوه ووزّعوهْ
شجرا ً على رمل الوطن ْ .
هذا رحيلي عن نوافذكم وعن قلبي انحتوهْ
حجرا ً على قبر ِ الوطنْ
هذا بكاء أطفالنا , هذا يتيم زواجنا , فلترفعوهْ
سهرا ً على عُرس الوطن .
هذا نشيجي . مزقوه وبعثروه
مطرا ً على أرض الوطن .
هذا خروج أصابعي من كفِّكمْ
هذا فطام موتي , فلتكتبوه ْ
وترا ً على طربِ الوطن .
هذا غبار سبورتنا , فلترفعوهْ
لهمو حصونا ً , أو قلاعاً
يا أهلَ التعليم الوداعا
سيجيئكم مَطَر أسود ٌ
ويغسلُ ماتركتُ على دفاتركم من الكلماتِ ,
يطردُ ما تركتُ على نوافذكم من الشهواتِ .
يمحو ما لمستُ من التعليم ِ في جباهكُمُ
وينسيكمْ فتى ً كسرَ الهواءَ على موائد النقابات.
وأضاع يديهِ في أيديكمُ سنة ً بعد , وضاعا .
يا أهلَ التعليم ….الوداعا .
حدَّقتُ في كَفِّي
لأبصرَ ما وراء الطباشير ِ –
تلكَ وسيلتي لتَبَصُّر الأشياءِ –
نور ٌ, ثم نور ٌ ,ثم نور
منْ رآني
عَدَّ أكفاني
وغطى جرحي كي يشتري حفنة تراب ً
ويبتاعَ الصراعا .
يا أهلَ التعليم ….الوداعا .
لا جوعَ في روحي , .
أكلتُ من الرغيف السام ِّ ما يكفي المسير َ إلى نهايات الجهات .
عشاؤكم ليس الأخير َ
وليس فينا من تراجَعَ , أو تداعى .
يا أهلَ التعلييم ….الوداعا .ا .
إسمان للحياة نحنُ :
على مشيئتنا أردنا أن نكونَ
لان لا يكونَ الاطفال في الدنيا متاعا .
يا أهلَ التعليم ….الوداعا
والآن , أكملنا رسالتنا
و أشرفنا على تقاعدنا
إذ اتَّحدَ الشقيقُ مع العدوِّ
ولم نجد أرضا ً نُصَوِّب فوقها
جتثنا
ونرفع لقبورنا شاراتها .
يا أهلَ التعليم ….الوداعا .
اليوم عام الجوع عام السوادْ ,
اليوم عادت حليمة الى طبيعتها وارتفع الحدادْ
إلى جبين كل طفل في هذه البلاد
واختفتِ الملائكة ُ النقابية ُ
في أكاليل ِ الرمادْ …
*************
على الهامش
أستعير نظارة درويش , لارى جرحي بشكل أحسن و أحس بمدى فظاعة الواقع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق