الاثنين، 17 أكتوبر 2016

ابو البقاء الرندي في رثاء التعليم


لكل شيء اذا ما تم نقصان
فلا يغر بمجانية التعليم انسان
هي المصائر كما ساقتها دول
من سره ابراهيم ساءه بن كيران


و هذه المهنة لا تبقي على أحد
هوت سافلين و أضحت بلا شان
يمزق الجهل حتما كل سابقة
اذا تطفلت على التعليم نقابات و أعيان
أين المربون ذوي الرسالات من زمن
و أين منهم آثار و رجال و أزمان
و أين ما شادوه من أبراج و عمران
و أين ما حاربوه من جهل و طغيان
أتى على التعليم اصلاح لا مرد له
أظلم الدنيا حتى صار المعلمون أقنان
و صار كل من كان ذا علم و تربية
كما حكوا عن سالف العصر و الاوان
سيدور الزمان على بن كيران و اخوته
و لن يذكر التاريخ لهم خيرا و لا احسان
فجائع التعليم أنواع منوعة
و لمعالي الوزير أحزان و أحزان
و للمشاكل حلول نبسطها
و ما للمعلمين على التعليم من سلطان
دهى المدرسة جفاف لا عزاء له
هوى له بكماخ و انهدت أوطان
أصابها صندوق النقد فامتهنت
حتى خلت منها بوادي و بلدان
ليتهم يشرحون للطفل ما شأن طفولته
و أين المعلم و المدرسة و أين العنوان
و أين درس بن كيران و اخوته
و من أين تخرجوا حتى صار لهم شان
لماذا يردمون البئر اذ شربوا
و يريدون أن يبقى الكل بعدهم ظمآن
و أين "اقرأ" و ما تحتويه من نزه
و نصها العذب فياض و ملآن
مدارس كنا أركان لها
فكيف البقاء اذا لم تبق أركان’
تهترئ الوزرة البيضاء فوق حاملها
كما اهترأت فوق الاشجار أغصان
قواعد الهوية صارت حقوقية
اقفرت و صار لها بالتغريب عنوان
حتى الأقسام تبكي غربتها
و قد تسللت لها نواقيص و صلبان
حتى العقيدة تبكي و هي جامدة
حتى القيم تنهشها الديدان
يا غافلا و ليس له فينا موعظة
اذا كنت في غفوة فالتاريخ يقظان
و مستوزرا مرحا ألهاه كرسيه
كأنه لم يسمع كيف تدمر الأوطان
مصائب معاليك أنستنا ما تقدمنا
و ما لها في أرذل العمر نسيان
يا راكبا َظهور المعلمين ضامرة
أصبحت في مجال السبق طغيان
و راتع وراء المنصب في دعة
لك باذلالنا عز و سلطان
اعندك نبأ من معلمي غد
فقد صار بحديث البواسل ركبان
كم استغات المستضعفون بك
فما اهتزت فيك شعرة و لا انسان
لما التمييز في الاسلام بيننا
و قد تعهدتم اننا عباد الله اخوان
و عدتنا بنفوس أبية لها ذمم
و قلت لنا أننا للخير أعوان
يا من لمكر قوم بعد وعدهم
أحال حالهم كفر و طغيان
بالأمس خطباء في منصاتنا
و اليوم هم لبني الأبناك عبدان
لو تراهم حيارى لا دليل لهم
عليهم من مودة المرابين ألوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق