الى زملائي ضحايا النظامين العتصريين الفاجرين الذين يصرون على عدم النسيان .اليكم حبال من محمود درويش لنصعد بها ذاكرتنا ...هل ننسى ما فعله بنا تحالف النقابات و الوزارة ؟
تُنسى، كأنَّكَ لم تَكُنْ
تُنْسَى كمصرع كلب في طريق مهجور
كمدرسة مهجورةٍ تُنْسَى،
ككادح عابرٍ
انمحت وراءه خطاه
وكقمر في الليل .... تُنْسَى
أَنا للوطن...هناك من سَبَقَ تعليمه خُطَايَ
مَنْ أَمْلَى تربيته على رُؤَايَ. هُنَاكَ مَنْ
نَثَرَ الظلام على سجيَّتِه ليدخل في الحكايةِ
و كسر مصابيح الطريق لمن سيأتي بعدَهُ
عنفا غنائياً...وحدسا اديلوجيا
تُنْسَى, كأنك لم تكن
معلما, ولا نصّاً... وتُنْسَى
أَمشي على هَدْيِ السبورة المهترئة، رُبّما
أُعطي التربية سيرةً شخصيَّةً. فالحروف
تعرفني و أعرفها
تداعبني و اداعبها.
و أرفعها و ألهو بظفائرها.
ألم أقل لك أنا, أنا شكلها؟
وهي التجلِّي الحُرُّ. لكنْ قيل ما سأقول.
يسبقني غدٌ ماضٍ.
و يقذف ما تبقى من أطفالي الى المجهول
أَنا مَلِكُ الطباشير.
لا عَرْشَ لي إلاَّ الهوامش.
و الطريقُ الى الهامش
هو الطريقةُ. رُبَّما نَسِيَ الأوائلُ وَصْفَ
شيء ما، أُحرِّكُ فيه ذاكرةً وحسّا
تُنسَى، كأنِّكَ لم تكن
قلماً، ولا أَثراً... وتُنْسى
أَنا هنا ... وهناك تلميذ تمشي خُطَاهُ
على خُطَايَ, وَمَنْ سيتبعني إلى رؤيايَ.
مَنْ سيقول أسفا في مديح مدارس المنفى،
أمامَ الوطن، حراً من عبادَةِ الزمن،
حراً من نقاباتي ومن لغتي, فأشهد
أَنني حيُّ
وحُرُّ
حين أُنْسَى!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق