لا
يموت ضحايا النظامين حينما لا
يتذكرهم أحد بل حينما لا يتذكرون أنفسهم .
في وسطنا التعليمي
ان كان لك أعداء كثر فأنت صغير .
أعطوني تعيينا في أقاصي العزلة
وقالوا اقتل عدونا الجهل
وحين أطلقت النار على عدوهم
كان المقصود تلميذي
هناك وقف تلميذي
الجوع يوحدّنا
وأنا أسير , أسير
مع عدوه وعدوي
هكذا يحتضر الأن تلميذي
وأنا من يذبحه
لكنني أعرف أنه لو هزم
فسوف أضيع أنا .
و معنا يضيع الحلم .
***
في
هذه الدائرة التي تجمعنا :
الضعفاء لا يقاتلون
الأقوى منهم ربما قاتلوا ساعة
من هم أقوى يقاتلون سنين عديدة
لكن الأقوى يقاتلون طول عمرهم
وهؤلاء مدرسين لا غنى عنهم
***
إذا قطب الرجل الذي لا غنى عنه
اهتزت الحياة
اذا مات الرجل الذي لا غنى عنه
تلفت العالم حوله كأمّ لا تملك لبناً لطفلها
إذا كان للرجل الذي لا غنى عنه أن يعود بعد أسبوع من تقاعده
فلن يجد في طول البلاد وظيفة حمّال.
***
المعلمون
الحديثي العهد بالمهنة
يصيحون طلباً للدرجة الجديدة
النقابيون
يصيحون طلباً للأسواق
كان
العاطلون في أقاصي الفرعيات البعيدة جوعى
,
و
موظفوا النيابات يطالبون بمقاعد وتيرة
و
المفتشون لا يفعلون شيئا و لا يريدون أن يعملوا
والعاملون الآن جوعى و عراة
الأيدي
التي كانت مشغولة بالرايات
صارت مضمومة مرة آخرى
إنها
تحل الكلمات المتقاطعة .
***
يُعد
الحديث عن الدرجة الجديدة وضاعة ,
والحقيقة أنهم قد ترقوا فعلاً
لا بُد
أن يرحل الوضعاء عن هذا التعليم
قبل الاجهاز عن أخر ما تبقى من الضحايا
ما
لم يفكر الضحايا فيما هو وضيع فلن يرتفعوا
أبداً .
***
الذين
يأخذون اللحم من الطبق المشترك يعلمون
القناعة
الذين
ينالون المزايا الشخصية يطلبون التضحية
النضالية
الذين
يأكلون ملء بطونهم يحدثون الجوعى عن مكاسب نضالية رائعة قادمة.
الذين
يقودون الضحايا إلى الهاوية يصفون التفاوض
مع الوزارة بأنه امر بالغ الصعوبة على المعلمين العاديين.
***
حين أخبرني الموظف في الوزارة
أن فتيان النقابة المدججين بالاديلوجيا
كان يمكن شراؤهم بالتبغ والجعة
لكنهم ما
استطاعو شراء صمت الضحايا
شعرت بالحزن علينا و على الطفولة .
***
في الداخل الموت بالطاعون
وفي الخارج الموت من التقاعد
فأين نمضي؟
***
وأرباب النقابات ... سادة الإحتكارت
يطالبون بصناعة بطائق ممغنطة ... الحرية
والديموقراطية و الجماهيرية
***
الخيانة والقاذورات الاديلوجية في تحالف وثيق
طافت بربوعنا
تجشأت وتقيأت ونتنت وصاحت
الحرية والديمقراطية و الجماهيرية
***
رأيت القتلة ورأيت الضحايا
و
تأملتهم لسنوات عديدة :
كانوا
موتي المكتمل
و
كانوا بداية الخراب لكل شيء محتمل
ولما
كنت أفتقر إلى الشجاعة وليس التعاطف
راقبت
القتلة ينتقون ضحاياهم من زملائي
وسكت :
أوافق من كل قلبي؟
أراهم
قادمين ,
يحملون
السكاكين
أرى مواكب السفاحين
وأودّ
أن أصرخ : قفوا , ولأنني أعرف
أن النقابي
يقف ويديه فوق أذنيه
أسمع
صوتي يقول :
كم،
كم مرة سأمر من هذا الطريق ؟
***
حين
تبدأ الجرائم في التراكم تُصبح غير مرئية
حين
تصبح العذابات غير محتملة لا تعودُ الصرخات تُسمع
الصرخات
هي الأخرى تنهمر كمطر الصيف في باب الرواح
***
إسم مدينتنا مدرسة
و
خيمة تحمي الضعفاء
وعدو العالم سقط هنا
وأنتم حيث قابلتموه
لا تخافوا منه ،
اهزموه كما فعلنا
***
الوقت
ليل
النقابيون
ينامون في أسرّة الوزارة , نساء الشعب البسيطات ستلدن يتامى ...
***
حين
يصل الأمر إلى التقدم و التراكم و يضيق الممر و تبدو في الظهور بوابة الحقيقة ... لا يعرف كثيرون أن
عدوهم يتقدم على رأسهم
فالصوت
الذي يصدر لهم الأوامر هو صوت عدوهم
والرجل
الذي يتحدث عن العدو هو العدو نفسه ...
***
أيها
الجنرال النقابي , دبابتك قوية تسحق الحدائق وتقتل مئة طفل
لكن
بها عيباً واحداً أنها تحتاج إلى وقود ...و
الوقود هم نحن
أيها
الجنرال قاذفتك قوية , تطير أسرع من عاصفة وتحمل أكثر من فيل
لكن
بها عيباً واحداً أنها تحتاج إلى من يتبناها ...و ليس غيرنا من يتبناها ها
أيها
الجنرال , ضحايا النظامين مفيدون جداً , هم وقودك الاحفوري
لكن
بهم عيباً واحداً : إذ يمكنهم يوما أن
يُفكروا ...
***
يا أجيال الأزمان القادمة
كل ما يمكنني فعله الآن هو أن أقول لكم
ألا تطيعوا أمراً واحداً يأتي من أفواه النقابات المتعفنة
وألا تتبعوا نصيحة واحدة منا نحن الضحايا الذين فشلنا هذا الفشل الذريع
بل قرروا بأنفسكم ما يناسبكم ويعينكم
على زرع الحدائق التي أسلمناها للخراب
وعلى جعل الفصول التي سممناها , أماكن تليق بحياة البشر الصغير .
لم يعد في وسع المستقبل تحمل هذا العذاب
***
حين يتحدث النقابيون عن الانتصار
يعرف النجباء أن الحرب على
الاستاذ قادمة ...
حين يلعن النقابيون الوزارة , يكون أمر الاستسلام قد وُقع ...
***
من في القمة يقولون أن النضال والحقوق مختلفان جوهرياً
لكن سلامهم ومكاسبهم مثل
الريح والعاصفة ...
فالحرب على ضحايا النظامين خرجت من استسلامهم كما يخرج الإبن من أم تهوي
جمع الرجال مثل الطوابع البريدية ، ليحمل
ملامحها البشعة ...
خيانتهم بدأت بقتل المولودون الجدد قبل أن يأتوا الى الحياة ...
***
على الحائط النقابي كتابة
بالطباشير :"هم يريدون التقاعد"
ومن كتبها سقط زميله صريعاً.
***
من في القمة يقولون : هذا طريق المجد
من في القاع يقولون : هذا طريق القبر
***
الحرب الجارية ليست الأولى ,
فقد سبقتها حروب أخرى على التعليم
عندما إنتهت الحرب الأخيرة , كان هناك منتصرون ومهزومون
بين المهزومين جاعت عامة الضحايا
وبين المنتصرين سقطت عامة شعب
التعليم .
***
***
أسئلة عامل يقرأ
من بنى طيبة ذات البوابات السبع
في الكتب ستجد أسماء الملوك فهل حمل الملوك
كتل الأحجار؟
و هل الملوك من أخرج طيبة من النسيان فوق
طاولات الفصول ؟
وبابل التي دمرت مرات عديدة من
شيدّها كل هذه المرات؟
و نفض عنها غبار التاريخ المزيف للمنتصرين وأخرجها من المجهول ؟
أليس ذلك الاستاذ الذي فتح الفصل للفرسان المنسيين ليدخلون فاتحين فوق الخيول ؟
في أي منازل ليما المتلألئة بالذهب كان يعيش
البناؤون ؟
أين ذهب البناة ليلة إكتمال سور الصين
المأهول ؟
روما العظيمة مليئة بأقواس النصر فمن أقامها
؟
وعلى من إنتصر القياصرة ؟
ألم يكن في بيزنطة التي لهجت بثنائها
الأغنيات سوى القصور ؟
حتى في أطلنطس الأسطورية , ليلة أن إبتلعها
المحيط كان الغارقون ما زالوا ينادون عبيدهم .
الإسكندر غزا الهند , هل كان وحده ؟
والقيصر هزم الغال , ألم يكن بصحبته ولو
طبّاخ ؟
كل صفحة إنتصار , فمن طبخ وليمة المنتصرين ؟
كل عشر سنوات رجل عظيم , من دفع مرتبّه ؟
ما كان لهذا التاريخ أن يكون لو لم تكون .
***
هدهدات
يا بني يجب أن تنصت لمعلمك الهرم حين يخبرك أن الحياة التي تنتظرك ستكون أسوأ من
وباء
لكن لا تظن أني أتيت بك إلى العالم بكل هذا
العناء لتخضع له وبوداعة تطلب المزيد .
ما لا تملك لا تتخلى عنه أبداً وما لا يعطونه
لك فوق المقاعد إنتزعه واحفظه
فأنا مربيك في الحياة لم ألقنك وأعلمك لأراك تزحف ذات ليلة لتنام في
محطة الحافلات
أنا لا أستطيع أن أمنحك نقوداً و لكني سأركع بجوارك وأصلي
لكنني آمل ألا تراقب أسواق البرامج و
المناهج وهي تقتطع حياتك تدريجياً
آمل أن لا تلتفت الى مجازر منصات التواصل و
هي تلغي وجودك في الحياة
حين أتمددّ في الليل وأحدق في الظلام , أستدير دائماً وأمسك بقلبي
كيف أجعلك ترى الصدق خلال أكاذيبهم؟
وأنا أعرف أنك رقم في حروب قد خططوها
و قد نزعوا مني الأسلحة و عوضوني عنها
بشواهد و أضرحة .
معلمك يا بني , لم يقل أبداً بأنك التلميذ
المرموق لاستاذ مرموق
لكنه كذلك لم ينشئك بكل هذا الشقاء لتتدلى
على السلم يوماً تصرخ طالباً الماء.
فابق إذن يا بني , ملتصقاً بوطنك و كن صورتهم في صفحة الماء
و ستنتشر قوتك فوق التراب إلى كل الأرجاء
أنت يا تلميذي وأنا وكل زملائي المربين
لا بد أن نصمد معاً حتى لا يسقط التاريخ تحت رحمة الخزائن الذهبية و الحديد
لا
بد ان نصمد حتى لا تعود هناك
قلة قليلة تقتسم كل البشرية
أنتم يا من بقيتم أحياء في مدارس ماتت
لا تسيروا إلى الاديلوجيات كما في الماضي
كما لو أن الاديلوجيات الماضية لم تكفكم
أتوسلّ إليكم – رحمة بأنفسكم ...
أيها الرجال , تناولوا الكتاب وليس البيان
و أكيد ستجلسون آمنين تحت السقوف
تحت سقوف القيم و الفضيلة يحيا المرء أفضل ...
أيها الأطفال لتفلتوا من حرب أخرى
لا بد أن تصرحوا لأبائكم بوضوح
أنكم لن تعيشوا في خرائب مرة أخرى
ولن تقاسوا ما كان عليهم أن يُقاسوه ...
أيتها الأمهات لأن الكلمة كلمتكن
أن تؤيدن الاصلاحات أو لا تؤيدنها
أتوسلّ إليكن , إخترن أن تدعن اطفالكن يحيون
بين أحضانكم
و تحت ملكوت الام السحري
لكي لا يتوقف الميلاد ...
و لا تتصحر البلاد ...
***
صعوبة الحكم
الوزراء يحكون للشعب دائماً , عن صعوبة التعليم
فبدون الاصلاحات , ستنمو السنابل إلى الأرض وليس إلى أعلى
ولن تغادر المدرسة حفنة أطفال
, لو لم يكن المبرمج بهذه
البراعة
وبدون التربية الاسرية لن تقبل
فتاة بأن تحمل أبداً
وبدون وزير التعليم لن يكون هناك تعليم أبداً
ومن المشكوك فيه جداً أن تشرق الشمس في المدرسة
دون اذن مصلحة التخطيط و البرمجة
وإذا فعلت ستكون في المكان الخطأ.
ونفس الصعوبة كما يقولون لنا في إدارة مدرسة
فبدون سلطة المدير و المفتش تنهار الحوائط وتصدأ الآلات البشرية هكذا يقولون.
حتى لو أمكن صنع محراث في مكان ما
فلن يبلغ الحقل أبداً بدون الكلمات
الذكية التي يكتبها المعلم للاطفال ليصيروا فلاحين
فمن غيره سيخبرهم بوجود محاريث؟
وماذا سيحدث لقرية دون معلم ؟
بالتاكيد سيحصدون الحنطة و لن يعرفوا
أسرارها.
اذا كان التعليم سهلاً فلن تكونوا في حاجة
الينا
أنتم في حاجة إلى العقول الملهمة كعقول الاداريين
المتبحرون في التربية
لو عرف الطفل كيف يدير يديه
واستطاع التلميذ التمييز بين حقله ولوح السبورة
فلن تكون من حاجة لاستيراد مناهج فاسدة
منتهية الصلاحية الإنسانية
فقط لأنهم جميعاً بالغو الحمق و الوضاعة
فإنهم بحاجة إلى قلة بالغة البراعة.
لتقشيرنا مثل البرتقال ،و سحقنا و عجننا مثل
الذبال
لتنموا منا
ما يأثث حدائق أحفادهم
أو هل يكون الأمر أن التعليم البالغ الصعوبة فقط
لأن الخداع والإستغلال يتطلب بعض
التكوين ؟
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق