اغتيال المعلم
استهلال :
إلى الذين لا يزالون يحملون الصخرة فوق أكتافهم
إلى الذين تركوا لمصيرهم في صحاري التعليم القاحلة
إلى الذين ما عادوا إلى المدينة مع الجنود العائدة
إلى الذين لا يزالون في عداد المفقودين
الى الذين ارنوا اليهم في مرآتي كل صباح
الى ضحايا النظامين .
وضعت الوزارة على فمه السلاسل
ربطته النقابة بصخرة الموتى ،
و رمته في البحر
و هتفت الحيوانات المرضى بالطاعون
هدا هو الوباء القاتل
..
و كان هناك إجماع
من الشيوعيين إلى إخوان النوازل
على التضحية به قربانا
فعرافات الوزارة حذرت من قحط
سيحتاج المشاتل
و كانت الحكمة أن يضحوا بشيخ التعليم
لتنزل الأمطار و تنمو السنابل
و لزمن طويل من الشتات
وطُئت ظهره سياط النقابات
و علقت على عنقه جلاجل
و كانت مثل كلاب الرعي
تدفعه بنباحها عبر ممرات مظلمة المداخل
لم يشفع له أنه كان من الأوائل
أخذوا طعامه و كسوته و أحلامه الصغيرة
و رموه ...على سنة الفوضى
لتنهشه الضباع من كل الفصائل
حنطوا هيكله العظمي في صندوق
خشبي
ولا زال عديمو الضمائر
يتكلمون عن القناعة و الفضائل
طردوه من كل المصافي و العطلات
طردوا أولاده من المعاهد و الجامعات
ثم قالوا : أنت لست جزءا من الحل
أنت جزءا من المشاكل
يا دامي العينين و الكفين
يا ضحية النظامين الفاجرين
سأكون كاذبا لو قلت لك
ليلنا هذا
راحل و زائل
و انتظر قليلا حتى نناضل
عام بعد عام
نقشر مثل البرتقال
تكبر كومة الجثث
حتى صرنا أقلية من القلائل
و اشك أننا سننجو من الانقراض
بعد أن استباحتنا كل القبائل .
لقد تجرعنا كل السموم
وسقطنا في كمائن الحبائل
المعلم مات ، و ماتت المدرسة ...
و ما بقي هناك من يقاتل
و ستأتي سنوات عجاف
نساق فيها كقطيع الخراف
و لن نرى فيها سنابل
وجدة في 22يوليوز 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق